اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

من يحفظ حضرموت من نارها؟

من يحفظ حضرموت من نارها؟

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء

كتب : انس باحنان

26 سبتمبر 2025

يا ليتنا نعود قليلًا، ونقرأ سِيَر الآباء والأجداد من الحضارم، لنستلهم منهم مكارم الأخلاق، وننهل من معين الشهامة، ونرتوي من نبع النُّبل ونُكران الذات. لقد كانوا ــ رحمهم الله ــ لا يتردد أحدهم في أن يفدي أخاه بكل ما يملك، نصرةً له، ودفاعًا عن حقه، وقيامًا بواجب الأخوّة الصادقة.

حديثنا هنا، ليس عن صدر الإسلام الاول، ولا عن عهد الصحابة الكرام والقرون المفضّلة التي ملأها النور والهدى؛ بل حديثنا عن رجال من العصور المتأخرة، آباء وأجداد لنا لم ينشأوا في زمن الرسالة، لكنهم كانوا على خُلق الإسلام، وسجية المروءة، وسمت الكرام.

أفٍ لنا إن كنّا شرّ خلفٍ لخير سلف!

ويا للأسف! كيف أصبحنا اليوم ــ إلا من رحم الله ــ شرّ خلف لخير سلف؟
ماذا جرى للحضارم؟
ما الذي أصابهم حتى تبدّلت الأحوال، وتغيّرت القلوب، وتنكّرت الطباع؟

لقد انخلع رداء الصدق، واندثرت قيم التضحية، وغاب الوفاء، وسادت الخصومات، وتحوّلت حياتنا إلى صراعات، وتربّصٍ، ومناكفات!
صار كلٌّ منّا يبحث لأخيه عن حفرة ليوقعه فيها، لا ليعينه على تجاوزها!

ولأجل ماذا؟
لأجل بريق زائل، أو منصب خادع، أو مالٍ مشبوه لا بركة فيه ولا خير، يُطعم به أبناءه وهو لا يدري أن:
«كل جسدٍ نبت من سُحت، فالنار أولى به».

إلى متى؟

ألا فلنعد إلى رشدنا، ولنُقبل على الصواب، ولننهض بوطننا، نبنيه على أسس العدل والكرامة، وننصر فيه المظلوم، وننشر فيه السلم والتراحم، ونغرس في القلوب أن هذه الحياة ظلٌّ زائل، لا يدوم.

إنها نصيحة واجبة، وحقٌّ علينا في أخوّتنا في الدين والوطن، سقناها لعلّها تجد آذانًا صاغية، وقلوبًا واعية، وعزائم تستجيب، فنكون بذلك من الدالين على الخير، والساعين في سبيل إصلاح ما فسد.

أها الأحبّة…

اعلموا ــ حفظكم الله ــ أن من يسعى إلى الفساد في أرض حضرموت، وينهب خيراتها، ويعبث بمقدّراتها، ويدعو إلى الفرقة والفتنة بين أهلها، فإنه هو أول من سيكتوي بنارها،

والنار لا تحرق إلا وَاطِيَها.

إغلاق