المواطن بين مطرقة الإهمال واللامسؤلية والفساد المستشري
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الجمعة 19 سبتمبر 2025
حمدلله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانة صلاة ربي على الرحمه المهداه ومن اقتدي بهداه
أحبتي ٠٠٠
كتبنا كثيرًا، وصرخنا بألم ووجع، لكن لا مستمع ولا مجيب. مضى علينا عقد من الزمان – عشر سنوات عجاف – نتجرع فيها المرارة والويلات، ونوجه كلماتنا اليوم إلى قيادة التحالف بعد أن طفّ الكيل وبلغ السيل الزُّبى.
بأي عاصفة تسمّون ما جرى؟ وأين الإنقاذ؟ أين التحرير؟ وهل كان تحريرنا من الحياة الكريمة لنتجرع الذل، ونعيش في ضيق وشقاء؟ لقد تم تدمير الخدمات، وكأن الأمر لا يعني أحدًا.
الكهرباء تنقطع لأكثر من أربع ساعات، رغم أنها طاقة مدفوعة الثمن من جيب المواطن. التعليم في تراجع، والمعلم يئن تحت وطأة المعاناة والتجاهل. الصحة أصبحت عنوانًا للألم، والمستشفيات تفتقر لأبسط المقومات، ومن لا يملك المال يترك لمصيره، في ظل فساد متفشٍ، ومفسدين وتجار أزمات وحروب لا همّ لهم سوى جني الأرباح من دماء الناس.
ما سميتموه “حكومة الشراكة والمناصفة”، أي شراكة تلك؟! والشعب يتابع التغريدات والتصريحات من قادة تركوا أرضهم ومنازلهم للحوثي، وها هم اليوم يُمطروننا بالتصريحات عن ضرورة القبول بهم حكامًا، ينهبون خيراتنا، ويستنزفون ثرواتنا، بينما يتقاضون الرواتب بالدولار، ويسكنون أفخم الفنادق، ويقيمون الأعراس والحفلات بملايين الدولارات، ومايتداول بمواقع التواصل من اساءه لسمعه اليمن من شخصيات يمنيه بمراقص أيعقل هذآ في حين أن صاحب الأرض والثروة لا يجد قوت يومه، ولا مرتبه الشهري، ويكتوي بحرّ الأجواء، وتردي الخدمات، وغلاء الأسعار.
فرحة المواطن كانت عظيمة حين بدأت الحكومة ببعض الإصلاحات وتحسين سعر العملة، لكن ما لبثت الأسعار أن عادت للارتفاع، وسط جشع التجار، وغياب أي رقابة أو محاسبة. فإلى متى هذا التسيب؟ أليس فيكم من يخاف الله؟ إلى متى نترك تجار الأزمات يعيثون فسادًا؟!
رسالتي إلى السلطة، إلى التحالف، إلى كل المكونات، إلى الشيوخ والوجهاء:
بالله عليكم… كم ناشدنا، وكم تحدثنا عن أسباب فساد المجتمع، وتدمير القيم، وانتشار الرذيلة والفاحشة والمخدرات، ولم نرَ سوى صمت وتجاهل! فكيف تنادون بالإصلاح وحقوق الناس، وأنتم تنفقون الملايين على شجرة خبيثة القات ، تدمر العقول والبيوت؟!
إن لم تُحارب هذه الشجرة، فكل خطاب عن الحقوق والعدالة باطل، وكل مجالسكم لا تعدو كونها سرابًا، تُموّل من قوت الشعب.
وسؤالي اليوم: هل توقف إنتاج نفط الخشعة مثل ما حدث في الضبة؟ أفيدونا يا من تنادون بحماية حضرموت وحقوقها! أين الإيرادات؟ الناس بلا مرتبات منذ أشهر، والفساد ينخر مؤسساتنا.
أين قضية السيد العطاس، المختطف منذ عامين؟ لماذا الصمت؟!
ومن المؤلم حقًا أن يولّى علينا من ليس أهلًا لهذا الأمر.
يا سلطتنا…
أين وصلت الهبّة الكويتيه؟ والتى اعلنت منذو عهد من الزمن خصصت لإعادة تأهيل مستشفى ابن سينا؟ والله إن الناس تذبح من الوريد إلى الوريد في المستشفيات الخاصة، والوضع لا يُطاق.
شكوانا إلى من بيده عدل السماء والأرض… حسبنا الله ونعم






