الاستاذ عبيد عليان( فاروق زمانه )
كتبه : أ . أحمد بارفيد
4 سبتمبر2025م
في حياة الأمم والناس قامات لا تتكرر ورجال يولدون وفي أعماقهم سر القيادة فيسيرون بين الناس مشاعل نور و يغدون قدوة للأجيال ومن هؤلاء الرجال الذين نقشوا أسماءهم في ذاكرة الزمان الأستاذ عبيد عبود عليان الذي رحل عنا جسدا لكنه بقي بيننا أثرا وسيرة و ذكرا خالدا.
لقد كان استاذنا عبيد عليان فاروق زمانه فاروقا في التربية والتعليم و فاروقا في الرياضة والإدارة و فاروقا في المجتمع والقيادة لم يكن مجرد معلم أو إداري أو رياضي بل كان مدرسة قائمة بذاتها ومؤسسة متكاملة ففي ميدان التربية والتعليم كان فاروقا يصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم فتجلت هيبته في القلوب ووقاره في العيون فصار رمزا للعلم وهيبة للمعرفة … يقف أمامه طلابه ومجتمعه وقوف توقير وإجلال كيف لا وهو الفارس الذي جعل للعلم قدسية وللمعلم مكانة.
وفي الرياضة كان فاروقا بين اللاعبين والإداريين لاعبا متألقا وإداريا محنكا يذكره زملائه على الدوام بأنه كان فاروقا بينهم متميزا بالروح العالية جامعا بين المهارة في الملعب والحكمة في الإدارة فغدا مرجعا ومثالا وقدوة يحتذى بها.
وفي المجتمع كان فاروقا وقورا يجول بين الناس بحنان الأب وهيبة القائد يجتمعون إليه ليستمعوا لحكمته و يحتكموا لرأيه فيجدون عنده البصيرة النافذة والقدرة على جمع الكلمة وحل ما استعصى من عقد كان حضوره مهابا ومجلسه عامرا بالخير والوقار.
وإن تجاوز حدود الوطن ظل فاروقاً بين الوفود سفيرا لوطنه في المحافل وقورا في حضوره متحدثا العربية ولغات الأخرين… أنه فاروق في حل المعضلات ويضع الخطط ويكتب التقارير التي تشهد على عقله الراجح وخبرته الواسعة.
لم يكن الفقيد علما في التربية والرياضة فحسب بل كان فاروقا في الأدب والعلم والحرف… إن تحدث في الأدب أبدع وإن خاض في العلم أتقن وإن عالج شأنا عمليا أجاد فجمع بين نبل الفكر ودقة اليد وبين رفعة الروح وسعة المعرفة.
لقد رحل الأستاذ عبيد عبود عليان فاروق زمانه في كل ميدان وفاروق عصره في كل ميدان طرقه افتقدته تريم وبكته حضرموت وخسره اليمن واشتاق إليه كل من عرفه في بقاع الأرض غير أن ذكراه ستبقى حية في وجدان الأجيال شاهدة على رجلٍ كان بحجم الزمن.
فسلام على روحه الطاهرة في عليين وسلام على سيرته التي ستظل علما من أعلام الوفاء وحلة من نور يتقلدها من جاء بعده فتحية اجلال لهذا القائد التربوي والرياضي والاجتماعي استاذنا عبيد عبود عليان رحمه الله واسكنه فسيح جناته اللهم آمين .






