اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

تقرير : “العماري إخوان”.. 120 عامًا من تألق الفضة في حضرموت

تقرير : “العماري إخوان”.. 120 عامًا من تألق الفضة في حضرموت

تاربة_اليوم / خاص / اعداد : محمد عمر / 29 اغسطس 2026

في قلب مدينة المكلا القديمة، وتحديدًا في أحد أزقتها الضيقة قرب مسجد السلطان عمر، يقف محل “العماري إخوان للفضيات” شامخًا خلف أبواب حديدية زرقاء، محافظًا على طابعه الشعبي ودفء الحرفة اليدوية منذ أكثر من ستة عقود. هذا الدكان المتواضع ليس مجرد متجر، بل هو مرآة لتاريخ عريق يمتد لأكثر من 120 عامًا في صناعة الفضة الحضرمية.

🔎 قراءة أعمق للخبر

يمثل هذا الحدث نموذجًا للتحولات المتسارعة في طريقة تداول المعلومات، وتأثيرها المباشر على وعي القارئ.

🔹 *بداية الحكاية من دوعن إلى المكلا*
تعود جذور هذه الحرفة إلى مطلع القرن العشرين، حين قدم الجد محمد سعيد العماري من قرية القرين في دوعن إلى حي الحارة بالمكلا، حاملًا معه سر صناعة الفضة. عُرف العماري الكبير بلقب “التكاء”، وبدأ بصياغة قطع فريدة من الفضة الخالصة، أبرزها “العابدي” و”غمد الجنابي”، المصنوع من عملة الفرانصة النمساوية التي كان يصهرها ويشكلها بيديه ويختمها باسمه.

🔹 *من البيت إلى المشغل.. ومن المشغل إلى الدكان*
تحول بيت العماري خلف مسجد السلطان عمر إلى مشغل صغير ينبض بالحياة، حيث كانت تُصنع الزينة التي ترتديها نساء البادية في الأعراس والمناسبات. ومع مرور الزمن، ورث الابن سعيد العماري المهنة، ثم انتقلت إلى الأحفاد الذين حافظوا على استمراريتها رغم تغيرات الزمن، ليصبح المحل الحالي رمزًا للثبات والهوية.

🔹 *فضة العماري.. بين الجمال والوظيفة*
تميزت منتجات العماري بجودتها وتنوعها، مثل “الحجول الثقيلة”، و”المُطَل” المزخرف بالنقوش، و”الذبائب” التي تزين رؤوس الأطفال وتصدر أصواتًا خفيفة، إضافة إلى “التفلة”، و”المضرم”، والخواتم المرصعة بالعقيق اليماني الذي كان يُعتقد أنه يوقف الرعاف، ولهذا كان يُعلّق في رقاب الأطفال في قرى حضرموت.

🔹 *حرفة تقاوم النسيان*
ورغم انتشار المنتجات المستوردة، لا تزال ورشة العماري تعمل حسب الطلب، وتستقبل الزبائن من مختلف مناطق المكلا والقرى والبادية، لتؤكد أن الحرفة ما زالت حية، تقاوم النسيان وتحتفظ بمكانتها في المجتمع الحضرمي.

🏺 *تراث حي وهوية متجددة*
يُعد محل “العماري إخوان” شاهدًا حيًا على حرفة ضاربة في عمق حضرموت، تجمع بين الوظيفة الجمالية والدور الاجتماعي، وتؤكد أن الفضة كانت وما زالت زينة للمرأة، وفخرًا للصانع، وهويةً للمكان.

إغلاق