حضرموت… قلعة السلام وراية الحكمة
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
15 اغسطس 2025
خلال الأسبوع الماضي، كتبت مقالًا تناولت فيه رفضنا القاطع لقرع طبول الحرب في حضرموت، وإدانتنا الصارخة لكل من يسعى لإشعال فتيل النار والفوضى فيها، لحل ما يُسمّى – تجاوزًا – مسائل خلاف.
وها نحن اليوم، نُجدّد ذلك الموقف الثابت، فنعلنها مدوية: لا للحرب، لا للدمار، لا للمغامرات الطائشة والأعمال الدنيئة، التي لا تورث إلا الخراب. فالحرب، يا سادة، لا تحصد سوى اليُتم للأطفال، والترمّل للنساء، والفساد العريض في الأرض، وتترك جراحًا غائرة لا تندمل مع الزمن.
إنني أدعو، من هذا المنبر، كل فئات وشرائح المجتمع الحضرمي، في الداخل والخارج، إلى فزعة كبرى، وإعلان موقف موحد: نرفض أن تتحوّل حضرموتنا الغالية إلى ساحة اقتتال، أو مرتعًا للفساد والفوضى. فإراقة قطرة دم بغير حق، وقتل نفس بريئة، جريمة عظيمة عند الله لا تغتفر، ووصمة عار في جبين من اقترفها.
علينا أن نسلك سبيل الحوار، ونتمسك بزمام الحكمة، ونبصر بعين الرؤية الثاقبة في معالجة القضايا الشائكة. وألا ننجرّ خلف مشاريع مجرّدة من الوطنية والقيم والأخلاق والدين، مهما تدثرت بأثواب زائفة من الشعارات.
إلى كل العقلاء من الحضارم، في الداخل والخارج، وإلى كل من تهمه مصلحة حضرموت واليمن: أوقفوا شبح الحرب، واضربوا على يد الظالم حتى يرجع إلى رشده، وامنعوه من ظلم العباد، بما يحفظ الدماء والأعراض والأموال.
حفظ الله حضرموت، وأدام عزّها، وجعلها واحة خير وأمن وسلام، وبلدًا عامرًا بالرخاء والاستقرار.
*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*






