من على المنبر
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : سليمان مطران
15 اغسطس 2025
كان صوت يتسابق أهل التوحيد فرادا وجماعات، تشرئب أعناقهم، تنصت مسامعهم، تهدأ قلوبهم، تطمئن أفئدتهم تذرف العيون دموعها، وتتنزل سكينة الرحمن على نفوسهم يعتلى المِنبر خطيبا، صارت خُطبه سطورا تُقراء بعد أن كانت كلمات تُسمع،(من على المِبر) كتاب أهدانييه مؤلفه الشيخ و الداعية/ صالح بن عبدالله باجرش خطيب مسجد الخير يرعاه الله، احتظن بين غلافيه ثلاثة وعشرين خطبة (23) معنونة مواضيعها حسب الاشهر الهجرية (محرم حتى جماد الاخرة) يقع في ثلاث مئة و سبعة و ستين صفحة (367).
يعد الكتاب الاصدار الثامن لمؤسسة دوعن للتنمية و الجزء الاول للمؤلف و لعلها اشارة لأجزاء أخرى من الخُطب قادمة، و الله أعلم.
ما أثار إنتباهي أولا:
رؤية الإهداء الذي “الله أعلم” و “غير جازم” أنه من نوادر الإهداءآت الذي تُذكر فيه أسماء الارحام من النساء،هكذا هم شيوخنا الافاضل يحفظهم و يرعاهم الله يبدؤون بانفسهم و يبعثون برسائل هامة للمجتمع و لسان حال شيخنا باجرش يقول:(ان لا حرج و لا عيب من ذكر اسماء النساء من ذوات الفضل بيننا فإن اسمائهن ليست أفضل من ام المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها ) .
ثانيا: خلوه من نبذة تعريفية للمؤلف و لو قصيرة الاسطر مختصرة لسيرته الطويلة .
الحقيقة لو لا خوفي ان يمل القارئ لمقالى هذا لسطرت مدونا كل الخُطب ال(23) متنوعة المواضيع وكلها تحمل ذكرى و تذكير من الكتاب و السنة و من واقعنا المُعاش، تجمع شمائل المصطفى صلى الله عليه و سلم و مواقف و بطولات اصحابه رضي الله عنهم و التابعين للفائدة و الاستفادة من العبر و الدروس والمواقف التى مرت على الرسول والصحابة ليتخذ منها حاضرنا نهجا و منهاجا و قدوة و اقتداء و قيادة وقادة و صحة مجتمع و سلامة فكر و تفكير و اخلاص في العمل و الصدق في القول و احترام المواثيق ورد الامانة و صون العرض وتقدير العلم و العلماء و الشيوخ واصحاب الشهادات العليا من الاطباء و الاكاديمين و حفظ الالسن من سبهم و شتمهم و انزال الناس منازلهم و عدم انكار لاصحاب الفضل فضلهم و حقوق الجار و السؤال عن الارامل والمحتاجين و استخضار خوف الله في الكيل و الميزان و خروج الزكوات في وقتها و توزيعها حسب اصنافها، و اشياء اخرى كثيرة من النصائح و التوجيهات و الارشادات الدينية لصلاح الفرد و المجتع حواها كتاب (من على المنبر) فإن سكن بين يدي أحد ياسعده و ياهناه بهذا الكنز الذي لا يمل قرأته لما فيه من غذاء للروح و سمو للنفس ورقي الفرد وانعكاسات هذا الرقي عليه وعلى مجتمعه .
ويكفني عدم الاستتطراد ما قالته العرب:
«حَسْبُك من القلادة ما أحاط بالعُنُق».
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع






