اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

ثورة الصميل !!

ثورة الصميل !!

كتب / عبدالله صالح عباد
الخميس 14 اغسطس 2025

من كان يتصور وصول الصرف إلى أكثر من 750 وفجأة يهبط إلى 428 حتى سأل الناس هل نحن في حلم وظل الناس في حيص بيص وكأنهم كانوا نائمين نوم اليأس العميق من الأوضاع والأسعار والعملة . وبعد أن بلغ الحال مبلغه من الانهيار في كافة الخدمات وخاصة الكهرباء ، وتحطيم الأرقام القياسية الذي ظل يتدحرج منها ريالنا اليمني في السقوط إلى الهاوية . اندلعت شرارات الغضب والثورة من قبل الشباب على مستوى الجنوب خاصة احتجاجاً على تدني سوء الخدمات وخاصة الكهرباء التي أقضت مضاجع كل الناس لم يهنأوا بساعات تشغيل إلا قليلا مقابل انقطاع للكهرباء ساعات طويلة فلا استطاع المواطن أن يعمل أو يرتاح في بيته ، كم صاح الأطفال وكثرت أنات كبار السن هذا من أهم أسباب ثورة الغضب . ولهذا خرج الشباب إلى الشوارع وبعدها تحركت الحكومة ومسكت الصميل دفاعا عن مصالح الفاسدين ليس إلا ، وإلا فما أيقضها وجعلها تهيج وتحمل الصميل وقد كانت مخبأة في سربها منذ سنوات طويلة تنعم بفتات المفسدين الذين ماتت فيهم نخوة المسلم ، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) هل أفاقت الحكومة أم هاجت خوفا على مصالحها والكعكة اللذيذة ، أم أن أحمر العين استنفرهم ، يبدو ذلك أقرب . هكذا هو الصميل عندما يجد من يمسكه ويوجه ويكسّر به لصوص الحياة من التجار والصرافين وغيرهم ويرغمهم بأنه موجود وعليهم أن يكونوا سمحين حبيبين مشفقين على الشعب بعد أن كانوا قساة وكم أشبعوا الشعب جوعا برفع الأسعار وانهيار العملة فجعلوا الناس ربما يمشون وهم يكلمون أنفسهم بدون وعي وجعلوهم كذلك يمرون على الأسواق وينظرون بأعينهم فقط لأن الجيوب خاوية على عروشها . وفجأة ارتفع الصميل عليهم وأرغمهم على الإذعان ليرتاح الشعب ولو قليلا ويشعر أن الحكومة موجودة . فقامت الحملات على المحلات بل وأغلق بعضها لكبريائه وظن أنه لن يقدر عليه أحد ، هنا تدخل المواطن والذي بيده الصميل وهو المقاطعة هذا هو السلاح الفتاك الذي سيهزم التاجر المتكبر شاء أم أبى فكان ذلك . كم ارتعدت فرائص المضاربين بالعملة فكان جزاءهم الإغلاق . كذلك البعض يمارس الاحتكار فيضر الناس برفع الأسعار وكأنه يرى نفسه هو المسيطر على السوق فنقول له : انتبه اعتدل في السعر ولا تحتكر وإلا فالصميل قادم لا محالة . ونذكر بمن هو محتكر بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم فقال : ( لا يحتكر إلا خاطئ ) . فإن المحتكر هو الذي يعمد إلى شراء ما يحتاج إليه الناس من الطعام فيحبسه عنهم ويريد رفع سعره عليهم .
وهناك أمر مهم وهو ما يسعى إليه رئيس الوزراء بن بريك وهو تحويل كآفة الراتب لجميع المسؤولين بالريال اليمني ونسأل الله له التوفيق والسداد فهو كان رجل المرحلة وفي زمن قياسي حقق هذه الطفرة في حياة الناس فهل سيصمد لأن هذه المرحلة تحتاج إلى صُمُل كثيرة وليس صميل لأن الهوامير كثير والمتربصون له كذلك فهل سينجح؟ نعم سينجح إذا وجدت الهمة والصدق والإخلاص وكان من حوله رجال مخلصين . نعم سينجح إذا غاب الفاسدون وتم محاسبتهم وسقطت أقنعتهم . نعم سينجح إذا التف المواطن حوله وأعانه على حملته . نعم سينجح إذا توقفت الرشاوي . نعم سينجح إذا أحس كل مسؤول بمسؤوليته تجاه البلد . نعم سينحج إذا استعاد النظام هيبته . نعم سينجح إذا الكل مسك الصميل وأدب لمن خالف النظام .
لقد أحس المواطن بشيء من حقوقه تتحقق فهذه نعمة من الله ينبغي شكرها . لا ننسب ذلك مثلا إلى الشباب أو إلى كل مسؤول مخلص صادق نعم هم لهم دور وأيضا هم سبب ولكن ذلك بأمر الله سبحانه وتعالى وربما هناك أيادي رفعت من الناس الضفعاء الذين ربما ألحُّو على الله بالدعاء لتفريج الغمة . وكم كنا نردد ونسمع من الكثير قول حسبنا الله ونعم الوكيل فهذه ليست سهلة . ونبينا صلى الله عليه وسلم قال : ( هل ترزقون أو تنصرون إلا بضعفائكم ) .
الحمد لله على نعمه وفضله فقد انفرجت الأزمة قليلا ولا زال هناك أمل في تحسين كافة الخدمات لينعم المواطن بشيء من الطمأنينة بعد سنوات عجاف . فالصميل له أثر بالغ وعلى السلطان حمله بقوة في وجه المخالفين وعلى السلطان فرض هيبته فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن .

إغلاق