مجموعة هائل سعيد .. إمبراطورية المال التي نَهبت حضرموت و الجنوب برعاية عفاش
بقلم / م. لطفي بن سعدون الصيعري.
الاربعاء 6 اغسطس 2025
حين تستخف إمبراطوريات المال الحرام بصوت الجوعى! و الغليان الشعبي العارم في حضرموت والجنوب و توجيهات الدولة ممثلة برئيس الوزراء ووزارة التجارة والتموين بتخفيض أسعار المواد الأساسية، فإنه يصبح لزاما على اجهزة الرقابة الحكومية والشعبية أن تبادر لإحقاق الحق باساليب أكثر خشونة .
ولأن مجموعة هائل تصر على المكابرة والتعنت، وضاربة عرض الحائط بأبسط مقومات المسؤولية الوطنية أو الاجتماعية، وتجاهلت هذه الإمبراطورية المالية كل النداءات، وتعامت عن معاناة الناس، وتشبثت بجشعها وكأنها فوق الدولة وفوق الشعب، لهذا جاء الرد الرسمي و الشعبي سريعًا ، تمثلت في حملات مقاطعة واسعة، إغلاق فروع ومحلات، ومنع قواطر المجموعة من العبور نحو الشمال أو داخل المناطق المحررة.
لقد بدأ العصيان والرفض الاقتصادي ، ضد من امتهنوا استغلال حاجات الناس، ولن يتوقف حتى تُكسر سطوة الاحتكار، ويُسترد حق حضرموت والجنوب في ثرواته.
هذا ليس مجرد صراع أسعار…
إنه صراع كرامة، وعدالة، وحق مسلوب منذ عقود.
وفي هذا المقال، سنسلط الضوء على تاريخ طويل من النهب المنظم، والفساد الممنهج، والدور الذي لعبته مجموعة هائل في تجويع حضرموت و الجنوب، وتحالفها الخبيث مع نظام عفاش.
فلتقرأوا جيدًا… ولتتذكروا أن من يصنع المجاعة في وقت الحرب، لا يمكن أن يكون شريكًا في بناء السلام أو العدالة.
وقد بدأت مجموعة هائل سعيد أنعم من دكان صغير في المخا عام 1938م، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى إمبراطورية مالية عملاقة، امتدت من تعز إلى عدن، مرورًا بكل المحافظات الجنوبية. بعد حرب 1994م، دخلت المجموعة على خط تقاسم حضرموت و الجنوب كغنيمة، محمية بتحالف وثيق مع نظام علي عبدالله صالح.
و أذرعها الاقتصادية تمددت بسرعة بفضل:
●إعفاءات جمركية وضريبية ضخمة.
●أراضٍ حكومية بمبالغ رمزية في عدن وحضرموت.
●احتكار استيراد القمح والدقيق، ومنح عقود حكومية ضخمة.
●تسهيلات من البنك المركزي و”تغطية” من الأجهزة الأمنية والسياسية
وشكلت اتفاقية رصيف المعلا فضيحة كبيرة موثقة للمجموعة ،حيث تدفع المجموعة فقط 12 ألف دولار سنوياً كإيجار شامل لميناء المعلا بكامل تجهيزاته (أرصفة، صوامع، مستودعات)… أي ما يعادل إيجار شقة متوسطة!
وبحسب شهادات ومصادر موثوقة، استولت المجموعة بعد الحرب ، على أكثر من 48 مصنعًا جنوبيًا كانت تابعة للحكومة الجنوبية السابقة ، شملت صناعات غذائية، نسيجية، وصابون ومواد بلاستيكية وكهربائية. وتم منع أي استثمار حضرمي او جنوبي مماثل عمداً.
و خلال الأزمات ، اتهمت المجموعة مراراً باحتكار المواد الأساسية، والمضاربة بأسعار القمح، وافتعال أزمات لرفع الأسعار وزيادة الأرباح، خصوصًا خلال الحرب والمجاعة والانهيار الاقتصادي.
ووثقت هذه المضاربات والتلاعب باموال دعم الأغذية هيئات دولية محايدة ،حيث
اتهم تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة لعام 2021 المجموعة بتحقيق أرباح تقدر بنحو 194 مليون دولار بين منتصف عام 2018 وأغسطس 2020 من آلية الاعتمادات المستندية وحدها، وذكر أن تسع شركات تابعة للمجموعة استحوذت على 48% من الوديعة السعودية البالغة 1.89 مليار دولار.
وخلال انتفاضة حضرموت الحالية
، شهدت شوارع المكلا ولافتات المتظاهرين اتهامات مباشرة لهائل سعيد كأحد “تجار الأزمات”، وأغلقت بعض فروعه في المكلا و سيئون والقطن ضمن حملة شعبية.
وقد كانت مطالب حضرموت والجنوب اليوم واضحة:
●فتح تحقيق عاجل في عقود الإيجارات السيادية.
●استعادة المصانع المنهوبة.
●كسر احتكار المواد الغذائية.
●إخراج المجموعة من حضرموت و الجنوب واستبدالها ببدائل حضرمية وجنوبية .
حصرموت و الجنوب لا ينقصه المال ولا الكفاءات… فقط يحتاج قرارًا جريئًا.
ثروات حضرموت و الجنوب لأبنائه، ولن نرضى بغير العدالة الاقتصادية ونرفض الجوع والإحتكار .






