اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

في اليمن : أفراح مؤقتة وأسئلة مستمرة : من يقف وراء تحسن العملة

في اليمن : أفراح مؤقتة وأسئلة مستمرة : من يقف وراء تحسن العملة

تاربة_اليوم / خاص / حسان عبد الباقي البصيلي
5 اغسطس 2025

الشعب الوحيد في هذا العالم الذي لم يتمكن حتى الآن، من تشخيص مشكلته هو الشعب اليمني،يقال نصف علاج المريض من صحة تشخيص مرضه،لأن صحة التشخيص يرافقها تحديد العلاج المناسب، الذي سيجلب إليك العافية، وفي وقت قصير،وعكس ذلك سيجعلك تحمل مرضك إلى أن تصل إلى ذلك الطبيب الذي يجعلك تندم على ذهابك وضياع وقتك وخسارة أموالك طول تلك الفترة السابقة،وهذا ينعكس على حال البلد اليوم سياسياً وإقتصادياً،بينما الريال اليمني ينهار أمام العملات الاجنبية،وغلا فاحش أصاب المواد الغذائية،وحالة من التذمر والإحباط تنتشر بين أبناء الشعب، وفقدان الأمل تمامًا بجميع النخب الحاكمة في إصلاح الوضع، فجاءه تشبه الهجمة المرتدة، يتحسن الريال في أيام معدوده،دون أي إجراءات من الحكومة، أو محاربة الفساد،أو تصدير النفط،أو إلزام المؤسسات الإرادية بالتوريد للبنك المركزي، أو حل المشكلة السياسيةفي البلد، أو وصول ودائع خارجية للبنك، كل ذلك لم يحدث حتى الآن، إلا أن المفاجاءة والهجمة لآزالت،والشعب يواصل التساؤل،ما الذي حدث ؟من سجل الهدف؟من أحدث هذا الإنتصارالإقتصادي، والإجابات مختلفه وكثيرة،فأصبح اليمنيون لايدرون ما الذي يحدث في بلدهم.

أستغل البعض هذا التغير والتحسن في الصرف لصالحه، فخرج إلانتقالي وأكد أن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس إلانتقالي الجنوبي كان خلف كل ماحدث في الايام الماضية،وقدمه كُتاب ومحلليين كبطل منقذ للشعب الذي كان يموت من الجوع ويأكل من القمامة خلال السنوات الأخيرة، رغم تواجد عيدروس الزبيدي، فماذا فعل عيدروس في الأيام الماضية، وكيف كان السبب؟ وما هو الدور الذي قام به لا أحد يعلم شيء،أسئلة بلا جواب.

وذهب البعض من أبناء الوطن، أن رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك كان البطل الوحيد في حدوث هذا الاختراق، وإعادة قيمة العملة إلى مكانتها قبل عامان، وخرج إعلامه يمتدحه ويصفه بالقائد الذي أتى بما لم يستطع أحد أن ياتي به،رغم أن بن بريك قبل أيام قليلة من هذا التحسن، وأثناء زيارة الصحفيين له، أكد لهم أنه ليس بمقدوره فعل أي شيء للوضع المتدهور، الذي ساهم في إنهيار العملة وغلاء الأسعار، مقنعاً الجميع أنه ليس بيده أو بمقدوره فعل أي شيء،وأن ما يحصل خارج عن إرادته، فماذا فعل في هذا الأسبوع ليصبح بطلاً،حقاً إنه بلد العجائب والغرائب،أن تمسي وأنت ليس بمقدورك فعل شيء للشعب، ثم تصبح بطلاً قومياّ أنقذ شعبه من الموت والجوع، وأعاد للإقتصاد مكانته ولو بدرجه جيده.

ثم ذهب فريق آخر من أبناء الشعب اليمني، أن هذا الإنجاز يعود فضله، لمدير البنك أحمد غالب المعبقي الذي عُين قبل ثلاث سنوات، وهو يشاهد العملة تنهار خلال هذه السنوات، ولم يستطع أن يوقف هذا التدهور، كيف عمل خلال ايام، وما هو السحر الذي أستخده،والإجراءت التي نفذها، لايوجد سواى إغلاق بعض الصرافات بعد تحسن العملة كون ذلك يساهم في بقاء هذا التحسن.

بينما أختار جمع آخر من الشعب اليمني، أن الولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة تنفيذ قرارها بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، ومغادرة بعض الشركات المصرفية من صنعاء حيث حكومة الحوثي، كان وراء هذا التحسن في العملة المحلية، وأن ثمة إجماع عربي غربي على محاصرة مليشيات الحوثي وخنقها إقتصادياً،وما العويل والصياح الذي ظهر لدى الجماعة خلال الساعات الماضية إلا دليل وأضح، أن هدف هذا الإجراء خنق الحوثي إقتصادياً،قبل التحرك العسكري المرتقب حسب قولهم،لكن يبقى السؤال أين دور مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء ولم يذكر منهم إلا عضو فقط،فهل يعقل أن يحدث حدث كهذا ورئيس البلد أو قل رؤساء البلد ليس لهم أي دور سؤال يحتاج إلى إجابه.

ولأن الاختلاف والتباين كبير والأراء كثيرة،ذهب البعض أن التحسن في العملة مقدمة لتغيير في مجلس القيادة الرئاسي،وقرب التوصل إلى التوقيع على مسودة الحل النهائي المطروحة من قبل عامين، وعرقلة حرب غزة وأحداث البحر الأحمر التوقيع عليها،التي تشمل توحيد العملة والبنك، وتصدير النفط والغاز ودفع المرتبات وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون،وبهذا يكون قرار تحسن العملة قرار سياسي والمملكة العربية السعودية قائدة التحالف في اليمن هي من يقف خلف هذا التحسن حسب قول شريحة كبيرة من المجتمع أيضاً.

حتى الآن وخلال خمسة عقود، لايدري الشعب اليمني بكافة مكوناته وقادته وأحزابه ما الذي يحدث في وطنهم،وكل يوم تزداد مخاوفهم من القادم ربما من يدير المشهد اليمني حالياً سيفاجئ اليمنيون بأمر أو إجراء أو تحرك لم يكونوا ليتوقعوه،أو يتعارض مع صبرهم وتطلعاتهم وتضحياتهم، خلال سنوات الحرب مع مليشيات الحوثي،الكثير من الأسئلة تُطرح لكن أهمها هي؟ هل فشل اليمنيون حتى اللحظة في تشخيص مشاكلهم السياسية والإقتصادية،وبهذا سيستمر البحث عن من يستطيع أن يصل إلى التشخيص المناسب لهذه المشكلة، قبل تحديد علاج أو رؤية مناسبة لحل أزمات وتحديات ومشاكل هذا البلد،أم أن الشعب اليمني كُتب عليه أن يعيش بأفراح مؤقتة،كفرح ثورتي سبتمبر وأكتوبر،وفرح الوحدة اليمنية، وفرح إتفاق إنهاء الحروب الستة في شمال اليمن،وفرح ثورة التغييروتعيين هادي رئيس للبلد،وفرح إتفاق السلم والشراكة،وفرح تشكيل مجلس القيادة،كل تلك الأفراح أعقبها إنقلابات، وحروب، وإنقسام ومعاناة، وظلم، ودمار، وفقر، وجوع،ويبقى فرح تحسن العملة فرحة مؤقتة أوقرارسياسي أتى من الخارج ولهُ باطن خفي خبيث لم ندركهُ إلا مُتأخراً ويا فرحه ما تمت.

إغلاق