الأزمة التي عرّت السوق وكشفت الأقنعة

كتب / عبد العزيز صالح بن حليمان
الثلاثاء 5 اغسطس 2025

لم تكن تظاهرات حضرموت مجرد صرخة عابرة بل شرارة وعي أيقظت الدولة من سباتها فدفعت الحكومة بقيادة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك إلى تحرّك شجاع لضبط السوق وكبح فوضى الصرافين والتجّار ما أسفر عن تحسّن ملحوظ في سعر الريال خلال أيام.
لكن كعادة هذا البلد ما إن يظهر بصيص إصلاح حتى تخرج رؤوس الفساد من جحورها.
فجأة تطلّ علينا وجوه كانت شريكة في الصمت أو جزءاً من لعبة التواطؤ واليوم تتزيّن بثوب الحمل الوديع لتتقمص دور المنقذ بعدما انفضح زواجها السري برأس المال المتوحش وأباطرة السوق.
ورغم تحرّك الحكومة ما زالت مقاومة الإصلاح قائمة فالصيارفة يرفضون بيع العملة الصعبة وتجار من خارج حضرموت يتعاملون مع المواطن كفرصة استنزاف من باعة الخضروات والفواكه إلى كبار الموردين ، ومصانع داخل حضرموت تمارس خداع التخفيضات الشكلية ثم شركات كبرى ترعى الفساد بصمت وكأن الأمر لا يعنيها.
لا يُعقل أن ترتفع العملة ولا تنخفض الأسعار ولا يُعقل أن يتحرّك الشارع وتستجيب الحكومة ثم يُجهض كل شيء بتواطؤ المتنفذين!!
كفى عبثًا:
من يرفض خفض الأسعار يعبث بلقمة الناس ومن خذلهم بالأمس لن تنقذه اليوم مساحيق التجميل فذاكرة الشعوب لا تنسى.
نحن بحاجة إلى موقف صارم فلا إصلاح حقيقي ما دام هناك من يخنقه لحماية أرباحه فإما أن يكسر احتكار السوق أو فلتتحمّلوا تبعات انفجار قادم لجياع لم يطالبوا إلا بلقمة شريفة وسوق بلا لصوص.