حضرموت تنزف… لكن لا تنكسر!
الشهيد يادين يُشعل شعلة النصر من دمائه …
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : م. لطفي بن سعدون الصيعري
4 أغسطس 2025
في صبيحة الخميس، 31 يوليو 2025م، ارتقى شهيد الكرامة وصرخة الجياع محمد يادين، مضرجًا بدمائه الطاهرة ، في شوارع تريم المنتفضة ، لتكتب كل قطرة منها صفحة جديدة في سجل الثورة الحضرمية. ولقد كانت روحه ثمنًا غاليًا، ولكنه ثمن أضاء دربًا للجميع، دربًا لا رجعة فيه نحو الكرامة والحرية.
لقد سقط ، وهو يهتف للعيش بكرامة، ويواجه منظومة الظلم والتجويع والاستبداد…
وارتقى واقفًا، في مواجهة رصاص الغدر، لكنه لم يسقط إلا جسدًا، أما روحه فقد ارتقت لبارئها ، بعد أن أصبحت راية ثورة، وخطوة مجد تقربنا إلى النصر القادم.
و حضرموت اليوم تقاوم… كما قاومت منذ الأزل!
فما نشهده اليوم ليس مجرد احتجاج على خدمات منهارة، أو عملة تتهاوى، أو جوع ينهش الأطفال…
ولكنه امتدادٌ لمقاومة حضرموت التاريخية التي تصدت لـجحافل الغزو الحميري في القرن الثاني الميلادي، وكسرتها على أسوار مدينة تريم الحضرمية الصامدة.
وضد الإستبداد والظلم والإحتلال الحديث والتهميش المركزي على مدى العقود الماضية.
واليوم، تقف حضرموت بشيبها وشبابها، بنسائها ورجالها، لتُسقط الاحتلال اليمني الجديد المتغطرس، الذي يدافع عن منظومة فساد جشعة وسلطة فقدت شرعيتها.
والمنتفضون يسطرون ملحمة لا تُنسى،
فرغم القمع المفرط، ورغم دماء الشهداء، فإن زخم الانتفاضة لم يتراجع .
فالمكلا لازالت تشتعل…
والشحر تتقدم الصفوف…
وتريم تزلزل الأرض…
والقطن وسيئون وكل مدن حضرموت تتنفس غضبًا وتكتب تاريخًا جديدًا بالحجارة والشجاعة.
ما يحصل ليس مجرد انتفاضة… بل ثورة وعي، وثأر كرامة، وإرادة خلاص شاملة.
وتؤكد من الداخل والمهاجر… إن حضرموت واحدة . وتقول لكل الصامدين في الميادين:
لستم وحدكم.
فوراء كل منتفض، مليون حضرمي في الشتات يشد على يده، في الخليج، وشرق آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وأمريكا.
فكل جاليات حضرموت في المهجر تتابع عن كثب، وتتحرك دعمًا وتأييدًا.
فنخبها تُعد ملفات قانونية لفضح الانتهاكات.
ورجال الأعمال الحضارم يتهيأون للمرحلة القادمة من الحكم الذاتي الحضرمي، حين تسقط سلطة النهب ومنظومة الفساد والتجوبع والإحتلال.
و الرسالة إلى منظومة الاحتلال والفساد تقول،،،
لقد تأخر الحساب كثيرًا…
لكنه جاء.
والشعب الحضرمي اليوم لا يفاوض على فتات… بل ينتزع حقه كاملًا:
في موارده
في أرضه
في قراره السياسي
وفي كرامته اليومية
ومنظومتكم المترهلة بدأت تتهاوى، وكل رصاصة تطلقونها تزيد من قوة الانتفاضة واتساعها وشرعيتها.
وتؤكد إن :
“الشهيد محمد يادين لم يمت… بل هو خالد في ذاكرة كل حضرمي.”
وحضرموت اليوم تقرع أبواب التاريخ مجددًا، وتمزج بين التضحية المعاصرة والبطولة التاريخية، و ستظل تستحضر رمزية الشهيد “محمد يادين” في وجه منظومة الظلم والفساد والاحتلال .
وهذه المرة لن تتوقف إلا بعد انتزاع حقها كاملاً، ودحر من استباحها وسرقها وجوّعها.”






