الشائعات.. سلاح يغتال الإصلاحات ويعمّق جراح الشعب
كتب / م. اشرف حيمد قفزان
السبت 2 اغسطس 2025
في زمن نترقب شعاع أمل يضيء دروب الإصلاح، يطلّ شبح مظلم ليُخيّم على المشهد. إنه شبح الشائعات، التي لم تعد مجرد همسات عابرة، بل تحولت إلى رصاصات مُتفرقة تُصوّب نحو قلب المجتمع، لتُفتّت وحدته، وتُعمّق جراحه.
لم يعد المواطن يبحث عن الحقيقة في البيانات الرسمية، بل أصبح أسيرًا لسيل من الأخبار الزائفة التي تُضخّ يوميًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كل شائعة تخرج، تُخلّف وراءها جدارًا من الشك، يُشيّد بينه وبين الحكومة، وبين أبناء الوطن الواحد.
تُقدم الدولة على خطوة إصلاحية، يُفترض أن تكون في صالح المواطن، فتُقابل بحملة ممنهجة من التشكيك والتضليل. يتحول المشروع من أمل في بناء مستقبل أفضل، إلى مصدر قلق وتوجس. فالشائعات تحرّف البوصلة، وتصوّر الإصلاحات كأنها مؤامرة على الشعب، لا كأنها سبيل لإنقاذه.
لقد دفعت الأجيال الماضية ثمنًا باهظًا من أجل هذا الوطن، فهل يمكن أن نسمح لهذه الأجيال الحالية بأن تدفع ثمنًا جديدًا بسبب كلمات سامة؟ هل سنسمح بأن تُفرّقنا الشائعات، بينما نحن أحوج ما نكون إلى توحيد صفوفنا؟
لا يمكن مواجهة هذه الحرب الباردة بالصمت. فكل كلمة حق تُقال، وكل معلومة صحيحة تُنشر، هي بمثابة طلقة تُصيب الشائعات في مقتل. فالوعي هو درعنا، واليقظة هي سلاحنا، ووحدة الصف هي صمام الأمان الذي يحمينا من كل ما يُهدد مستقبلنا






