اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

المجلس الانتقالي في واجهة البروستريكا

المجلس الانتقالي في واجهة البروستريكا

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : علي سالم اليزيدي
29 يوليو 2025

هناك مسافات متباينة في تسوية الأزمة القائمة حاليا والتي كلما اقتربت الأيادي لمفتاح الحل أبعدت من فوق الطاولة، هناك حماقات كثيرة تدار بدون عقل بين الجنوبيين أنفسهم وبين هستيريا الشمال المنضوية بين لبس الثوب القومي والثوب الإيراني، وكل هذه التداخلات لا توصل إلا إلى طرق مسدودة وهو ما يظهر جليا ولم يعد مخفيا على أحد.

المحاولات التي يظهر بها المجلس الانتقالي الجنوبي في الفترة الأخيرة لامعنى واضح لها إلا البحث عن إعادة التموضع وملئ فراغ عاشه خلال الأزمات الخانقة وإخلاء الساحة السياسية من وجوده مهاجرًا في الخارج وهو ما يتندر به العامة قبل النخب السياسية في الجنوب.

لا أحد يقف ضد أن يرتفع رأس الجنوب ولا أحد يعرقل ما من شأنه تحقيق مكاسب في السياق السياسي والحقوقي للجنوب، بل يسعدنا هذا على رغم الفقر وتأخر المعاشات والرواتب وضيق الحال وسقوط الخدمات في عدن وأبين وحضرموت أيضًا، قبل عدة سنوات كنا نصعد جبل الجنوب بقوة وكنا متحدين وفي أقرب حالات النصر والحوار، وكان الجنوب كله من حوف لا رأس العارة صوتا واحدًا وفي أزهى أيامه، لكن الانحدارات التي حدثت وسط الانتقالي نفسه وبعض المكونات وإعادة تقديم وجوه وتأخير وجوه داخل البناء التنظيمي والإداري والسياسي له، ثم الغياب التام في فتح التواجد بين الطبقات الفقيرة وذات المصلحة.

ومن قدم تضحيات من دم وملاحقات وحصار نفسي أظهر التراجع الكبير في مستوى العلاقة النضالية والثورية والحراكية والحوارية ما بين المجلس الانتقالي الجنوبي وما بين قطاعات واسعة من الشباب والمرأة والعمال في عدن وردفان وأبين وشبوة، بينما سحبت منه أوراق وحتى مساحات كبيرة في حضرموت وأضحى تواجده مجرد هنجمة وتصريحات أو مناسبات وهذا ما أضر به كثيرًا هو التحالف مع السلطة التي خرجت من جلباب الراحل عفاش ونظامه المجزأ بين أشخاص وكتل نائمة.

وهذا التحالف المبغوض وسط الناس أضر بجسم الانتقالي وأصابه بالوباء الذي أفزع الناس منه، ثم إن نجاح خطوات المؤتمر الجامع الحضرمي ونضوج أفكاره ونهجه في الفترة الأخيرة وصلابة الأرضية التي يقف عليها حقوقيا وشعبيا مكنته من سحب كثير من أسهم الانتقالي بحضرموت وملأت به رصيد الجامع بمزايا لم يكن أحدنا يتوقعها من قبل، وهذا من أخطاء قيادة المجلس الانتقالي في حضرموت الضعيفة إلى حد ما، كم يعتبر من فن الإدارة للأزمة من قبل عمرو بن حبريش والجامع الحضرمي واستغلال الفراغات واللحظات والثواني وهذا من مخرجات السياسة وتطويرها حضرميا أيضا.

في المهرة أصيب المجلس الانتقالي بانتكاسة تقريبا ويكاد لا يظهر على الخارطة وإن أتى مؤشر له فهو ركيك وضعيف البنية في ظل مزاحمة ساخنة حين تصطدم المصالح العمانية والسعودية والإماراتية في الإقليم المهري الأشد حساسية قرب مضيق هرمز وموانئ النفط الخليجية وتقارب العادات والمزاج السكاني والجغرافي الذي يميل إلى ما حوله أكثر مما هو في الهاجس السياسي الأبعد للانتقالي.

عدن هي الملاذ الذي يشقى بكل أصناف التعامل للمجلس الانتقالي وهذا ما رأيناه حين قفز السيد المناضل عيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي إلى مصافي عدن فور أن جهزها الأستاذ سالم بن بريك رئيس الوزراء الحضرمي بإعادة التشغيل بجرأة منه، وأصدر عيدروس الزبيدي أوامر لم تفهم تتجاوز أدارة الحكم والعرف المتبع، وهذا ذكرنا بما فعله السيد المناضل علي سالم البيض في المسيلة عام 1992م، حين حرك الرئيس الشمالي علي عبدالله صالح مفتاح تدشين ضخ النفط، فقفز البيض ونط نطة غريبة وأمسك بمفتاح النفط جنبا إلى جنب مع الرئيس، وكأنما هو يقول له هذا حقنا الجنوبيين، ولن أدعك وحدك تأخذ ما هو لنا، وما جرى من أحداث توالت بعدئذ عالقة في الأذهان لنا جميعا.

إذا أراد المجلس الانتقالي الجنوبي كواجهة سياسية في عدن وفي الحوارات القادمة، عليه بصدق أن يعيد صياغة تمركز رجاله أولا، وفتح كل نوافذه على من لا يحبهم وهم خارج الأحزاب، وأن يوسع دائرة استشاراته بالناس، وألا يعيد لنا من لا يحبوننا من الوصوليين في هيئاته، وأن ينتزع من سويداء قلبه البغض للغير والطرف الآخر وألا يتكرر خطاب الانتقامات والتمترس المناطقي، لابد من الخسارة في مكان لتحظى بربح أوفر في مكان آخر إذا هناك في الوقت بقية، وحتى في حضرموت التي قد لا يسعف المجلس الانتقالي اللحاق بقطارها المتحرك.

هناك مفارقات كثيرة وجلية وصعبة على كل الأطراف ، ستهب رياحها، ولكن هل الانتقالي حباله قوية، بما هو منظور فالطحين، يظهر ساعة عجينة.

المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

إغلاق