“الحكومة تطعن مواطن جريح”
كتب/جابر عبدالله الجريدي
السبت 12 يوليو 2025
*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*
ذلك المواطن المسكين الذي يطلب من حكومته أن توفر أساسيات والواجبات التي لابد على الدولة ان تعيرها إهتماماً، المواطن الجريح الذي تسارعت به سكاكين الأزمات، لتذيقه المر والهلكات،وتعطيه جرعاً من السموم القاتلات، لتنهي من ملامحه تلك الإبتسامات والضحكات، فأصبحت السعادة في دولتنا أسماً فقط تتخذه المحلات والبقالات.
عندما تنطفئ الكهرباء، تجد ذلك الشيبة الكبير في السن الذي يعاني من الداء والأمراض يشتد به الأمر، ويزيد عليه الألم، فلا تجده بسبب إنطفاء التيار الكهربائي إلا في المستشفيات.
يرتفع الصرف، يذهب رب الأسرة الكريمة إلى السوق، يسأل فيه عن اسعار الدقيق، يقولون له قد اختلف عن الأمس، وتزايد حتى وصل سعره إلى الضعف، ينظر إلى جيبه نظرة أمٍ لأبنها وهو بين يديها ميت، يعض اصابعه من القهر، فلا تطيق نفسه رؤية أسرته في الضيق، يا حكومة عالجوا العمله ولا تعبثوا في الصرف!
صاحب السمك، اشترى من السوق حوتاً بثمانين ألف، وقام بتعبئة سيارته أربعين لتراً بثمانين الف، أصبح العبء عندهم ليس في اسعار السمك، بل في البنزين فأصبح يفكر من الهم هل يقوم بتقبيل المحل.
مواطن، راتبه مائة وخمسين ألف، مرض ابنه فكلفه علاجه سبعين الف، وقوت عياله مائة وعشرين الفاً، بدون النظر للأشياء الأخرى… هو جريح، لذلك الحكومة تطعن المواطن الجريح.
“لايسعني التطرق إلى الأحداث المؤلمة التي تمر على إخوتي المواطنين في مجتمعنا، ولكنني استنبطت أمراً، أن الحكومة عندنا تستغل الحاجات فتتصنع الأزمات لترتفع عندهم في البنوك الحسابات، فتسعدهم آهات وصرخات المواطنين، فيجعلوها موسيقى يتراقص عليها أبناءهم عندما يذهبون بهم إلى الدول الخارجية في النُزهات”.






