اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

ساعة يتيمة من جمعة

ساعة يتيمة من جمعة

مقال لـ /أشرف احمد
11 يوليو 2025

هي ليست مجرد ساعة..
هي الساعة اليتيمة التي ينتزعها الإنسان من بين أنياب الحياة، يركض نحو المسجد كمن يركض إلى حضنٍ أخير.
الساعة الوحيدة التي يخلع فيها ثوب السوق، وضجيج المصالح، وتفاصيل القهر..
الساعة التي يعلّق عليها أمل القلب المتعب،
الساعة التي إن لم تكن بلسمًا، كانت سكينًا أخرى في خاصرته!

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

لكنّ الخطباء جعلوها كأنها مرآة لوجوه الموت، لا لوجه الله الرحيم.
فتحوا المنابر على عذاب القبر، والدجال، والحروب، والخراب، والدمار، ونهاية الزمان.
ونسوا أن من في المسجد هو إنسان حي.. لا ميت ينتظر الدفن!
إنسان لا يريد أن يسمع أنه سيُعذّب، بل يريد أن يسمع أن له ربًّا يُنقذ، ويصفح، ويحبّ، ويرفع.

أين أنتم من نور الآيات؟
“نَبِّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم”
أين أنتم من بشارات الجنة؟
أين أنتم من تعليم الناس كيف يتوضؤون؟ كيف يصلّون؟ كيف يتقرّبون إلى الله ببساطة وصدق، لا برعب وقلق؟
لماذا نُصرّ أن نربط التدين بالفزع، لا بالسكينة؟

أيها الخطيب.. تذكّر أن هذه الساعة اليتيمة قد تكون آخر عهد المصلي بالدين حتى جمعةٍ قادمة،
فإمّا أن تكون أنت فيها رحمةً،
وإمّا أن تكون طاردًا باسم الوعظ، قاتلًا باسم الحقيقة.

ابسطوا الدين للناس كما جاء: سهلًا، جميلاً، يفتح القلب لله، لا يقفله بالخوف.
قولوا للناس إن الجنة قريبة، وإن الذكر يُطهّر، وإن الطاعة تُنقذ،
وإن الدين ليس سوطًا، بل دعوة حب من الله لعباده.

فلا تقتلوا في الناس آخر نفسٍ من إيمان،
ولا تحوّلوا الساعة اليتيمة من جمعة إلى مأتم صامت جديد.

إغلاق