تفرقت بناء السبل وحلت المجاعة والهوان
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الثلاثاء 8 يوليو 2025
الحمد لله الذي لا تضيع ودائعه، ولا يُخيِّب من التجأ إليه.
وصلاة ربي على نور الهدى، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، والله لقد دُمِّرت نفسياتنا، وحُطِّمت معنوياتنا بكثرة مقالاتنا.
وللأسف، أي كرامة بقيت لنا؟ حتى المهمشين – من يُطلق عليهم “الحرافيش” – تطاولوا على كمٍّ من عزيز.
هؤلاء لا يردعهم لا أخلاق ولا دين، وخطورتهم على المجتمع عظيمة، لما يسببونه من مفاسد وتهديد للسِّلم المجتمعي.
مطالب أبناء حضرموت عامة: إخراج هذه الفئة من المجتمع إلى معسكرات خاصة بالنازحين لما تُشكِّله من خطورة حقيقية على النسيج الاجتماعي.
كفى ما نعانيه من غزو فكري، وسموم القات والمخدرات، وانهيار القيم والأخلاق.
لقد سُلِبت كرامة المواطن، ويئن من عيشة الذل والهوان.
والله أكتب هذه الكلمات وأنا في حال لا يعلمها إلا الله.
انقطاع الكهرباء لخمس ساعات متواصلة وفي أشد الأجواء حرارة، تسبب في ارتفاع الضغط والسكر، حتى البطاريات لم تعد تُجدي نفعًا.
فكيف بمن لا يمتلك بطارية، ويعيش في أحياء المكلا، وفي دور أرضي؟
نسأل الله أن يلطف بهم.
اليوم نُفاجَأ عبر مواقع التواصل بلقاء رئيس الحكومة مع المحتجين.
إذا فعلاً قال: “نحن لا نمتلك إيرادات ولا دعم” اخى الحبيب رئيس حكومتنا المؤقره تقولون ماشي موارد وشعبك في تسألات أين إيرادات الغاز والمشتقات النفطية كل يوم في زيادة ومن ثروات البلاد أين الضرائب وعائدات المنافد أين تذهب ومن تتدبرون رواتب القيادات العليا الخيالية وبالعملة الصعبة واعاشات خرافية لهم ولاسرهم و محاسيبهم والكم الهائل من المطبلين بداخل والخارج بالعمله الاجنبيه والناس يستلموا ملاليم ولاتصرف بانتظام
أخي الحبيب، لقد سبق وأن أشرنا: لا تكن كبش فداء، واحفظ ماء وجهك، وقدِّم استقالتك، فهذا أشرف لك ولنا كحضارم.
لكل من تولّى وزارة ولم يقدِّم شيئًا لأهله وبلده،
أين ما عُرِف به الحضارم في مشارق الأرض ومغاربها؟
نهضوا باقتصادات دول بجراءت الحكمة والعقل والأمانة للحضرمي،
وللأسف اليوم نرى اجتماع رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة والبنك…
قلناها: يا عليمي تعبنا. لقد نزعت كرامة هذا الشعب بالذل والمهانة.
كم بقي من العمر؟ بعد أن تجاوزنا السبعين،
ألم تتركوا شيئًا يُخلَّد لكم في التاريخ؟
قلناها في مقال سابق: لا حل، ولا إنقاذ للبلاد والعباد، إلا بقرار شجاع
يحل المجلسين (النواب والاستشاري)، ويوحد الصف الوطني، ويقلِّص الوزارات والوكلاء، ويُوقف البعثات الدبلوماسية والمبالغ المهولة التي تُنفق لهم.
ما زال المشهد مؤلمًا…
ولليوم الثاني نسمع عن إلحاق 70 شخصًا بالبعثات الدبلوماسية وملحقاتها،
تُصرف لهم رواتب بالعملة الأجنبية،
وشعبنا يموت جوعًا ومرضًا، ومرتباتنا بالعملة المحلية لا تكاد تشتري كيس رز.
أي إذلال بعد هذا؟!
لقد حذرنا من المهمشين والأفارقة، وللأسف البلاد مفتوحة على مصراعيها.
يتوافد العشرات بل المئات يوميًا بطريقة غير شرعية،
والسؤال الذي يحير كل عاقل:
كيف يقدمون إلى بلادنا وهم يعلمون أننا على حافة المجاعة؟
بل إن بلدانهم أفضل حالًا منّا، وعملتهم أقوى من عملتنا.
إلا إذا كان هناك أمر خفي… خطير… يهدد أمن البلاد واستقرارها.
رسالة إلى محافظنا:
لماذا هذا الغياب؟ وأهلك ومجتمعك يعيشون وضعًا مؤلمًا ومزريًا؟
وإن لم تكن عودتك مصحوبة بقرارات شجاعة وانتشال للعباد والبلاد،
فلا فائدة من بقائك.
نريد معالجات جذرية، وعلى رأسها: ملف الكهرباء.
كم من نفسٍ زهقت بسبب انقطاع الكهرباء؟ وكم من جلطة دماغية حدثت؟
هل تعلم أن بعض المستشفيات الخاصة تطلب مليون ريال تحت الحساب، عند رقود الحاله فى العناية المركزة ولا يوجد أخصائي في المستشفى العام؟
استحلفكم بالله، يا من توليتم أمرنا:
كيف بمن لا يستطيع توفير قوت يومه، أين له أن يوفر تلك الملايين؟!
ألا تستيقظ ضمائركم؟!
نصيحة محب:
إن لم تستطيعوا أن تقدِّموا شيئًا للبلاد والعباد،
فرجاءً قدموا استقالاتكم، ولا تتحمّلوا وزر هذه الأمانة العظيمة.
يُقال إن هناك استعدادات لمهرجان “البلدة”!
ألا يخجلون؟!
والمجتمع يتجرع مرارة الحياة،
لا كهرباء، لا خدمات،
عملة منهارة،
أسعار مشتعلة،
مشتقات نفطية ترتفع كل يوم،
كل هذا من ثرواتنا!
أي قسوة في قلوبكم؟!






