التعصب والهوى منزلق للهلاك والدمار
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاحد 6 يوليو 2025
الحمد لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي وسلامه على الرحمة المُهداة، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، متى تستفيق الضمائر؟ ففي كل لحظة نستودع فيها عزيزًا وغاليًا من زهور الشباب، نتذكّر أنه هادم اللذات، ومفرّق الجماعات، لا يفرّق بين صغير وكبير، ولا بين رئيس ووزير.
ولكن، هل نأخذ العبرة؟
مع الأسف، لو كنا حقًا نأخذ العبرة من هذا الرحيل، لما كان حالنا كما نراه اليوم: كوارث، وتنكيل، وتمزق.
حذاري، يا من غرّه طول الأمل، واشتغل بدنياه، فالموت يأتي بغتة، والقبر صندوق العمل.
يا من تتسابقون على المناصب، وتتخذونها مغنمًا وجاهًا، والله إنها لمهلكة.
كتبنا، ونصحنا، ولكن هيهات! كل حزبٍ بما لديهم فرحون.
العين لتدمع، والقلب يتألم بحرقة لما نشاهده ونسمعه في الساحة الحضرمية.
أما قلنا مرارًا وتكرارًا:
يا سلطة، يا حلف، يا جامع، وكل المكونات والشرائح الحضرمية: كفى مكايدات ومماحكات!
كفى لكل طرف أن يشيطن الآخر، ويجعل من نفسه ملاكًا ووصيًا على حضرموت.
ما نراه على مواقع التواصل من بيانات هنا وهناك، يقابله تجاهل من المجلس الرئاسي والحكومة لكل تلك الممارسات التي تمزق البلاد والعباد.
أفيقوا يا حضارم، عودوا إلى رشدكم، واتركوا التعصب والهوى والانتماء للأحزاب والنعرات القبلية التي كانت سببًا في هلاك المجتمعات والشعوب.
أين العقلاء؟ أين الحكماء والمثقفون؟ أين الشيوخ والشخصيات الاجتماعية؟
كل ما يدور معلوم للجميع، فلماذا السكوت؟ هناك تمادٍ واضح في جر حضرموت إلى منزلق الفوضى والصراع والفتنة.
حذاري أن تنزف حضرموت من خيرة أبنائها لتحقيق مصالح أشخاص، وتُسلَّم على طبق من ذهب لغير أهلها.
أما كفى الناس ما هم فيه من غلاء في المعيشة، وتدهور في العملة، وتردٍ في الخدمات، وانتشار للأمراض، وتفشٍ للبطالة والفقر، واستباحة للدماء؟
والله إن العين لتدمع.
أستحلفكم بالله: زوروا الأسواق، المستشفيات، انظروا لحال البلاد والعباد.
والله لن تنفعكم المناصب، ولا الجاه، ولا الأموال التي تتناحرون عليها.
سترَحلون، وستُعذبون بها في حياتكم وبعد مماتكم.
قلنا يا حضارم: اجلسوا، تحاوروا، وتنازلوا لبعضكم البعض، لا أحد سيخرج منتصرًا، فالكل خاسر.
أقولها للمطبلين لهذا وذاك: اتقوا الله، يا هؤلاء، فأنتم من صنعتم الطغاة.
بالأمس اطلعنا على توجيه من رئيس مجلس النواب بتشكيل لجان للنزول إلى المحافظات.
وسؤال العامة: أين كان مجلسكم الموقّر طوال أكثر من عشر سنوات؟
والمعروف أن المجلس يصادق كل عام على الموازنة العامة، وعند تشكيل حكومة، تكون بمصادقة من مجلسكم.
فأين أنتم من تلك الحكومات؟
وأين هو الشرع أو الدستور الذي يمنحكم، أنتم والحكومة والبعثات الدبلوماسية وملحقاتها، مرتبات بالعملة الأجنبية، بينما الموظف المسكين يتحصل على الفتات بالعملة المحلية، لا يستطيع حتى شراء كيس رز؟
أين أنتم يا من طلعتم على حساب هذا الشعب المغلوب؟
وفي مقال سابق تحدثنا عن تكريم المعلم، وللأسف اطلعنا على قرار من وزارة التربية والتعليم بمنع المعلم المتعاقد مع المدارس الخاصة، الذين لجأوا لذلك لتحسين وضعهم المعيشي.
مع أن كثيرًا من المعلمين ليسوا ضمن هذا القرار، لكننا نقول إن القرار نفسه فيه من الجَحْف ما فيه، ما لم تُتخذ معالجات جذرية وشجاعة لتحسين حياتهم في ظل الظروف الاستثنائية والأوضاع الصعبة.
انظروا لأحوال الناس، معاناة في كل مناحي الحياة، وزادت بانقطاعات الكهرباء، وكم من نفس زهقت من مرضى الضغط والسكري، بل تفشت الأمراض، وتلفت الأجهزة الكهربائية، ومن أين لهم المال لشراء البديل؟ وهو لا يستطيع شراء أبسط السلع الغذائية والدوائية.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
نرددها ليلًا ونهارًا، ولكن إلى متى؟
أين تذهبون من هذا؟
يا سلطة وياحلف ويا مكونات وكل شرائح المجتمع الحضرمي مشغولين ببعضكم البعض وسبق أن حذرنا من القنبلة المؤقتة التى ستفتك بأمن واستقرار حضرموت المهمشين وماحصل آليوم من اعتداء على أحد المواطنين جرس إنذار






