عودة قلب
كتب / د. عيسى صالح كند
الاحد 6 يوليو 2025
هل يحيا القلب اليباب؟! ، هل يعود له رونقه بعد أن صار بلقعا؟! ، هل ينتعش؟! وهو الذي أقفر جدبا ، و تصحر موتا؟!
هذا فعل العشق بالقلوب ! يحييها بعد موتها ، و يورقها بعد يبسها …
بيت من الشعر يثير المكامن ، و يشعل الذكريات ، و يهز القلب ، و يطرب الخاطر .. فإذا السكون ضجيج ! ، و إذا الرقاد سهاد ! ، و إذا الهدوء نيران !
فعل الشعر في القلوب سحر حلال .. فلا تعجب إذا رأيت ذلك الإنسان الوديع تحول إلى بركان عشق بعد أن سمع بيتا من شعر مجنون أو غزلا من غزليات كثير ، أو لحن حب من ألحان قيس ، أو زفرة حنين من زفرات ابن زريق أو ملحمة خالدة من ملاحم أبي الطيب ، أو عشقا من هنا أو طربا من هناك …
لا تعجب كيف يتحول العقل إلى جنون ، و الاتزان إلى اهتزاز !
ما أعجب الشعر ، و ما أروع البيان ، و ما أروع القلوب التي تتذوقه و تحيا به ، إنه يترجم مكنوناتها ، و يُفصح عن مضمراتها ، و يعبر عن مشاعرها فلا عجب أن تحيا به و يحيا بها و تأنس به و يأنس بها …
هي خواطر قلب أشرق بعد غروب ، و أينع بعد جفاف ، و قام بعد قعود ، و اهتز بعد ركود فلا تعجب إن رأيته نشوانا ، و للعشاق فتانا ، و بالأشواق مزدانا …
طال ليله عشقا ، و تفتق ورده ، حبا ، و بكت عينه شوقا .. فالدماء في القلب ثائره ، و المدامع على المآقي جارية ، و الأشعار من لسانه رائحة غادية … فيا لله كم للشعر من رونق ! و يالله كم للقلب من طرب به و تمتُّع ! و كم للروح من لهف به ، وتشوق.
هذي خواطرنا من عشقنا نبضت *** تحيي القلوب وتذكي نار أشواق
فيا قلوبا رأت فيها موافَقةً *** لما تخبئ من حب و أشواق
هيا هلمي لنحيا عشقنا قصصا *** و نشعل الأرض من نيران عشاق !






