حضرموت مؤامرة لا تنقصها الادلة !!
بقلم / عبد العزيز بن حليمان
الاثنين 23 يونيو 2025
في الوقت الذي تتآكل فيه أركان الدولة وتغيب فيه ملامح السيادة تتعرض حضرموت الأرض والإنسان لمخطط ممنهج يستهدف حضورها الوطني ومكانتها التاريخية وما يجري اليوم لم يعد مجرد خلل في إدارة المشهد السياسي ولا خطأ في الحسابات بل نهج مدروس لإقصاء الحضارم وتجريدهم من أدوات التأثير ففي كل أزمة تعصف بالبلاد يُستحضر صانع القرار وجوه حضرمية كحلول إسعافية لا لكونها تحمل مفاتيح الإنقاذ بل لتكون وقوداً يحترق في وجه شعب غاضب.
تعيين سالم بن بريك رئيساً للوزراء في هذا التوقيت لا يُمكن قراءته إلا كخطوة محكومة بسيناريو تفخيخي يراد له أن ينفجر لاحقاً في وجه الحضارم لتحمّلهم أوزار الإخفاق وتلطّخ سمعتهم أمام الداخل والخارج وكذلك مهمة اللواء فرج البحسني ومشروع صندوق حضرموت الإنمائي التي لا تتجاوز كونها مظلة مزيفة لسلطة تسوّق العجز وتراوغ الوقت تماماً ولها سوابق في وعود لم تُنفذ ومشاريع ظلّت حبيسة الأدراج.
في العمق يُسلب الحضارم حق اتخاذ القرار ويُحرمون من إدارة ثرواتهم وتفتعل لهم أزمات تُبقيهم تابعين لا شركاء فمحافظ تائه في زحمة التوجهات وحلف قبائل ما زال عالقاً في حالة ترقّب يبحث عن موطئ قدم على قمة الهرم الإداري وكهرباء تُصارع الظلام بلا محروقات ووادي في مهبّ الريح يمسي لمولى غير مولاه.
مشهدٌ لا يُفسَّر إلا كونه انتقاماً بطيئاً من شعبٍ بأكمله وفي المقابل تنعم مأرب بخيراتها وتتخذ قراراتها باستقلالية كاملة رافضة توريد إيراداتها إلى البنك المركزي دون أن يُوجَّه لها حتى سؤال في مشهد يُجسّد غياب الدولة وعدالة التوزيع.
ووسط كل هذا تتآكل وحدة الصف الحضرمي ويتكرّس الانقسام وتضيع الكلمة الجامعة ويعلو صوت العناد ويغيب العقل الجماعي وتستهلك الطاقات في الخصام.
ما يحدث لحضرموت ليس ارتجالاً بل عبث سياسي يهدف إلى إذابة الهوية وتحويل الأرض المباركة إلى ساحة صراع لصالح الآخرين






