الشيخ محمد البسيري… ركيزة النهضة الحضرمية ورجل حضرموت الأول بلا منازع !!!
بقلم / م. لطفي بن سعدون الصيعري .
الاحد 22 يونيو 2025
في أزمنة التحولات العاصفة التي تمر بها حضرموت، حيث تتعدد الأجندات، وتتشظى الولاءات، ويكثر المتسلقون على أوجاع الناس، و في زمنٍ تُشعل فيه نار الثارات، وتُستغل الخلافات القبلية كوسيلة ابتزاز ، و انكشفت فيه الوجوه وبان فيه الصادق من المتاجر . وفي زمن تعصف فيه الشكوك بجهود المخلصين.
و حين يكون الإنسان مؤثراً، مستقلاً، ورافضاً لأن يكون تابعاً، فإنه يصبح هدفاً لهجمات المزايدين والمثبطين والحاقدين .
في كل هذه الاجواء الكئيبة التي تعيشها حضرموت ، وتسحق شعبها الطيب ، تبقى القيادات الحضرمية الأصيلة مثل الشيخ محمد البسيري وأمثاله ، شعلة أمل تُضيء عتمة حضرموت، وتعيد الثقة بأن هذه الأرض لا تزال قادرة على إنجاب الرجال.
ولذا فإن اي انقاص او هجوم ضد البسيري ليس جديداً، لكنه يتجدد كلما حاولت جهات معروفة إخضاع القرار الحضرمي لأهوائها. والحقيقة أن من يهاجمونه لا يقدمون بديلاً، بل يزرعون الفرقة ويصنعون الكيانات المصطنعة التي سرعان ما تنهار.
إن حضرموت اليوم في أمس الحاجة إلى قائد مثل البسيري، يقدم مصلحة حضرموت على مصلحته، ويوظف حضوره المجتمعي وامكانباته وأمواله لخدمة الناس، لا لحصد النفوذ. رجل يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرق، يقدّم الفعل لا الشعار.
هذا هو باختصار حال الشيخ البسيري، أحد القلائل ممن يمكن وصفهم بضمير حضرموت الحي وسنديانتها الراسخة .
وهنا يبرز القائد عندما يثبت على مبادئه، ويصمد في وجه الإغواء والتهميش، وينذر نفسه لمصلحة شعبه أولا، قبل مصلحته الشخصية.
و يمتاز الشيخ البسيري بأخلاق عالية راسخة، مستمدة من عقيدته الإسلامية وقيمه الحضرمية الأصيلة. متواضع في سلوكه، كبير في روحه، ثابت في مواقفه، لم يعرف عنه التهريج أو الاستعراض، بل كان دوماً نصيراً للحق، داعياً للإصلاح، رافضاً للتبعية.
فشهادات من عرفوه عن قرب تؤكد هذه السجايا، وتصفه بأنه رجل هادئ في ظاهره، لكنه عميق في رؤيته، متماسك في قناعاته.
و سياسيا فان حب حضرموت قد سكن فؤاده وعزتها وشموخها تملأ جوانحه ولبه ، لذا فليس غريباً على الشيخ البسيري أن يكون ضمن القيادات المؤسسة لـحلف وجامع حضرموت ، وأن يشغل من سابق موقع نائب رئيس الجامع في فترة حرجة كانت تحتاج لقادة حكماء يوازنون بين التباينات ويحفظون الوحدة الحضرمية.
وقد عمل الشيخ من هذا الموقع على،
الحفاظ على استقلال القرار الحضرمي ورفض الهيمنة الخارجية.
والسعي الحثيث لرأب الصدع بين الحلف والمرجعية وبقية المكونات الحضرمية.
والتواصل مع المكونات السياسية والاجتماعية والدينية لترسيخ التوافق الحضرمي.
كما دعم جهود الإعداد لعقد الدورة الانتخابية للجامع، رغم العوائق المتعمدة من بعض الجهات. وهو موقف لم يرق للبعض، ممن أرادوا تفكيك الحلف والجامع واستبدالهما بكيانات هزيلة تابعة لأجندات غير حضرمية.
لكن البسيري وقف صلبًا، مدافعًا عن الكيان الحضرمي الجامع، حتى وإن دفع ثمنًا سياسيًا نتيجة لذلك.
كما كان البسيري ولازالة مصلحا اجتماعيا من الطراز النبيل ، فهو مشهود له بانه رجل الخير والحكمة الأول، يجوب القرى والمدن والمناطق، ساعيًا إلى إصلاح ذات البين، وإطفاء نار الخصومات القبلية. وقد عرفه الناس في لجان التحكيم، وفي جلسات الصلح، حيث كان صوته دوماً صوت التهدئة، ووجهه وجه التسامح. وساهم في إنهاء عدد من النزاعات التي كان من الممكن أن تتحول إلى صدامات عنيفة وفتنة مهلكة، واستطاع بكاريزماه ومكانته الاجتماعية وكرمه أن يكون مقبولاً من جميع الأطراف.
وفي الجانب الاقتصادي والمالي فهو يمثل قاطرة التنمية الحضرمية ،
و أحد أهم رموز الاقتصاد الحضرمي والنهضة المالية الحديثة لها . فقد أسس ويدير مجموعة من الشركات والمؤسسات التي صارت رافعة اقتصادية لحضرموت، منها:
● بنك البسيري للتمويل الأصغر: وهو أحد البنوك الحضرمية المستقلة التي دعمت مئات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا مشاريع الشباب والمرأة.
● شركة البسيري للصرافة: وهي من أقدم وأكثر الشركات مصداقية في تحويل الأموال وخدمة المغتربين الحضارم.
● شركة طيران الحضرمية: وهي محاولة شجاعة لربط حضرموت بالعالم، وتأكيد استقلالية قرارها الاقتصادي.
● مشاريع استثمارية في مجالات الزراعة، البناء، الاستيراد، النقل، والتعليم، هدفها دعم المجتمعات المحلية.
● كما ساهم بشكل كبير في مشاريع المياه والكهرباء في الأرياف والمدن الصغيرة، دعمًا مباشراً أو عبر شراكات فاعلة، بعيدًا عن البروبوغاندا الإعلامية.
و لم يكن البسيري يوماً من رجال الأعمال الذين يستخدمون العمل الخيري لتلميع صورتهم. بل إن مَن يعرفه يعلم أن ما قدمه من دعم إنساني يفوق بكثير ما تم توثيقه إعلامياً. فقد:
دعم مستشفيات ومراكز صحية عديدة، خاصة في فترات الأوبئة والأزمات.
موّل حملات إغاثية للمتضررين من السيول والحروب والنزوح.
كفل أيتامًا، وساهم في تزويج شباب، وموّل بناء مساجد ومراكز تحفيظ.
قدم دعما وساعد طلابًا على إتمام تعليمهم وتحسين اوضاعهم المعيشية والسكنية.
وفوق كل ذلك فإن طموح الشيخ البسيري لا يقتصر على الحاضر، بل يحمل في ذهنه تصورات بعيدة المدى لمستقبل حضرموت.
فهو يدعو باستمرار إلى بناء مؤسسات مدنية قوية، وتعزيز الشفافية في العمل العام، وتمكين المرأة والشباب، وتوسيع قنوات المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار. و يؤمن بأن النهضة الحقيقية تبدأ من الداخل، عندما يُمنح المواطن الحضرمي القدرة على المبادرة والمشاركة والمحاسبة.
إن الشيخ محمد البسيري يجسد القائد الحضرمي الفذ الذي يضع مصلحة حضرموت فوق كل اعتبار. وجهوده المتواصلة في مختلف الميادين، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن العمل الخيري إلى الإصلاح الاجتماعي، تجعله سنديانة حضرموت وركيزة نهضتها الحديثة. إنه حقًا أمل ونور ساطع في ليل حضرموت المظلم.
حفظ الله الشيخ محمد البسيري، وثبته على درب الحق والخير، وجزاه عن حضرموت وشعبها خير الجزاء.





