فضائح نهاية العامرسالة لأولياء الأمور !!
كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 21 يونيو 2025
الحمد لله لقد لاقى مقالنا السابق انتشاراً واسعاً وقبولاً عند الناس وقلت حمداً لك يا الله رسالتنا وصلت ولو إلى ولي الأمر وهذا هو المهم لعله يفيق من غيبوبته ويعلم أنه مسؤول عن أسرته لهذا كان الكلام السابق عن عرض الأزياء في مصلى العيد .
وامتداداً لذلك المقال وجدت نفسي محاطاُ من حولي بكمٍّ من الأطروحات التي ذكّرني بها بعض الأخوة وكذلك الأقارب من الأهل وهو الحديث عمّا يجري في مدارسنا والحديث عن نهاية العام الدراسي والذي وإن كان ناجحا لكن خربه جيله ببعض الأفعال المشينة التي لا تمتُّ لمجتمعنا المحافظ منه بشيء ، وللوافدين إلينا دور كبير في تخريبه وأيضا وسائل التواصل الاجتماعي .
المشكلة أننا فقدنا الحياء في مدارسنا بل وفي أماكن كثيرة في المجتمع فالحياء من الإيمان فإذا ضعف الحياء يضعف معه الإيمان معادلة إيجابية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء ) رواه ابن ماجه . والحياء قُرِنَ بالإيمان فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر . فإذا نظرت إلى الشوارع ورأيت الناس يفعلون ما يشاؤون فرأيت أو سمعت ما يؤلم وما يُحزن ، فاعلم أن الحياء قد ذهب من الناس فذهب معه الإيمان والخوف من الله تعالى . حديثي اليوم عن أحوال مدارسنا وما يجري فيها وخاصة مدراس البنات فالناظر لأحوال المدارس كأنه يقول : إن الحياء قد ذهب للأسف . ما الذي يجري في مدارس البنات؟
ما تسمعونه يشيب له شعر رأس الصغير قبل الكبير هل هذا معقول؟ بسم الله نبدأ :
يحصل من البنات : تقول احدى المعلمات : البنات يأتين إلى المدارس وهن محملات ببعض الأكلات ومنها الأندومي مع إحضار الغلاية وكأنهن في مطبخ ولا ندري هل يتعلمن الطباخة؟ ولم يجدن إلا الأندومي شيءٌ مضحك ومحزن . وأخرى تقول : في حقائب الطالبات : ورود وهدايا ورسائل ، وتوزيعات وقصاصات قلوب ، وألوان بودرة ، وشمعية وحبر يطبعن فيها أياديهن وأصابعهن ويشوهن جدار المدرسة لأجل ذكرياتهن السيئة ، وكذلك إحضار كروت باقات جوال نت ولأجل ماذا يحضرنها؟ وأيضا إحضار فلاشات وذواكر ، وفلاشات مليئة بالصور والأفلام والمسلسلات يتناقلنها ، وبعض الذواكر محتواها صور ومحادثات وحالات تهديد للبنات . وتقول إحدى المعلمات أيضا : نعاني من البنات طوال العام وفي الاختبارات النهائية المعاناة أكثر . أتعلمون أن البنات يأتين إلى المدرسة باثنين براقع برقع داخل المدرسة والثاني خارجها بماذا تفسرون ذلك؟ وأيضا يصطحبن المرايات بأشكال مختلفة وانتشرت أيضا ظاهرة الزينة للبنات فيضعن بعض المكياج الخفيف على الوجه ، وأيضا تطويل الأظافر وطلائها ولبس الحبوس والخواتم ولبس الخمار المفتوح أي غير مغلق من الأمام . إلى هنا وكفى .
كل هذه التصرفات تعكس أن البنات لم يأتين للدراسة وإنما لأشياء أخرى للأسف ربما تخدش العفاف فهذا أمر خطير إذا استمر هذا الوضع ماذا ننتظر؟
أما الطامة الكبرى التي كان البنات يخططن له في نهاية العام الدراسي قمن بدفن قراطيس ” ألعاب نارية ” تحت الأرض على أبواب المدرسة استعداداً للتقريح والاحتفال والرعشة عند انتهاء الاختبار الأخير لأنهن يعلمن أنه يكون تفتيش ولهذا أخفينها فكرة إبليسية شيطانية ربما لم تخطر على بال الشيطان ، ولكن تم كشف هذا المخطط وإفشاله . وقد تساءلت لو أن هذه التصرفات تحصل من الطلبة لكان ذلك أهون أما من البنات فهذا أمر مؤلم ومحزن لأن البنات يغلب عليهن الرحمة والرقة والعطف هل تحول ذلك إلى شرور ربما بسبب وسائل التواصل والجوال والنت والصحبة السيئة ولا ننسى دور الوافدين علينا كما قلنا سابقا ونكرر ذلك مرارا ونربطه بواقعنا المرير الذي تشرّبه جيل مجتمعنا ويستقبلونه بكل أريحية ولأن الراعي غائب فيقولون لكل ماهو سيء أهلا وسهلا نحن في انتظارك ” وإذا غاب الهر العب يا فأر ” . وأما من أهم الأسباب ربما يكون الغياب التام للأب خاصة والأسرة عامة ودورهم السلبي في عدم متابعة بناتهم ومراقبتهن وتفتيش حقائبهن ومتابعة مستواهن الدراسي وسلوهكن وتعاملهن مع المعلمات فلما غاب هذا كله حصل الشتات والتفكك فكان ذلك طريقاً للضياع وللأسف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وهناك سبب ربما يكون مهم وهو بُعد الآباء التام بسبب تخزين القات تلك الشجرة الخبيثة اللعينة التي فتكت بشبابنا ورجالنا صغاراً وكبارا فلا بارك الله فيها .
أيها الآباء ألم تعلموا أن إدارات المدارس والأخصائيات يعانين معاناة شديدة في متابعة البنات وتقويم سلوكهن؟ وهنا تساؤل أين دور مجلس الآباء لماذا هذا الغياب عن معالجة الظواهر التي يسلكنها بعض البنات . لا بد من المتابعة والربط بين المدرسة والأسرة للمسارعة في إصلاح أي سلوك معوج في حينه .
أيها الآباء : هل يرضيكم هذا؟! أين أنتم من القوامة التي أمركم الله بها في كتابه العزيز فقال : [ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴿٣٤﴾ ] سورة النساء ، هل رميتوها لوزارة داخليتكم والتي لم تحسن الدور فتفلتت بناتكم وانحرفن عن الطريق السوي وسلكن طريق الشيطان وصفا لهن الجو . أيرضيكم هذا؟ اتقوا الله عودوا إلى رشدكم وقوامتكم كونوا رجالا فهذا شرفكم أتريدونه يتدنس بالذئاب المفترسة عندها لن ينفع الندم . أليس كل هذا محزن ومقلق ومؤسف ومخزي أن يحصل هذا في مجتمعنا . وربنا سبحانه وتعالى يقول : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴿٦﴾ سورة التحريم . فهل أيها الآباء تدبرتم هذه الآية؟
وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم فقال : ( إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ) .
أيها الأب : نقدّر دورك وهمك في التربية فكن حريصا على سلامة أسرتك وحاول تصحيح المسار .
وهنا في نهاية هذا المقال أقول : رغم الإشادة بالمقال السابق لكن وردت إلينا للأسف من أسوأ التعليقات عليه : ( إيش نسوي مابيدنا شي ما قدرنا في البنات ) يعني تنتظرون أن يقع الفأس في الرأس؟ ، ماهذا السفه والانحطاط؟ فليحذر الآباء من هذا ، وليكونوا عند مستوى المسؤلية التي حملهم الله إياها وهي القوامة حتى لا يكون عذرهم أقبح من ذنب .
مقالنا القادم إن شاء الله : ( الناس تعبت .. والكهرباء مرضت .. والعملة انهارت .. والأسعار ولّعت .. والحكومة نامت ) .





