اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

“حضرمي واعتزّ وأبى الإتباع”

“حضرمي واعتزّ وأبى الإتباع”

كتب / جابر عبدالله الجريدي
الجمعة 20 يونيو 2025

*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*

بينما كنت في الصف الرابع، الطابور الصباحي في مدرستنا، كنا نردد النشيد اليمني وحدتي.. وحدتي، نصرخُ بأعلى أصواتنا حتى تنشف حلوقنا، كبُرنا وأُشعلت الحرب في البلاد وتركنا ترديد ذلك النشيد اليمني، مررتُ بأحد الشوارع فوجدتُ مكتوباً على أحد الجدران ثورة ثورة يا جنوب، لا أدري ما حصل ماهي الكلمات هذه، فجأة خرجت مجموعة من الناس تخرج إلى الميدان والأسواق كثيرٌ منهم وهم يرددون هذه الكلمات ثورة ثورة يا جنوب، يطالبون بالأنفصال يقولون نريد دولة الجنوب.

إنقسمت حضرموت إلى فريقين الوحدة/الإنفصال، وينادون بإحدى أمرين حضرموت يمنية/حضرموت جنوبية..

فقلتُ أنا صغير سنٍ، ما يُدريني ماحدث قبل (قرن) ، هل نحنُ أتباع جنوب! أم نحنُ أتباع يمن! هل استمر في الاستماع إلى الإختيارين مابين لا وترجيح، لا أستطيع الجواب أصلاً لأنني في الحقيقة لا أدري ما كان في حضرموت قبل (قرن)..

قلتُ مالي ومالهم، صرخوا وحدة وحدة بالأمس واليوم ينادون إنفصال، لعل الحضارم أصابهم الجنون، لماذا إختلفوا؟ هل لأن الأمر مابين هذه الصوتين لا يوجد له حقيقة! تعود بهم إلى قاعدة واحدة يتفقون عليها، في إحدى الحصص في المرحلة الثانوية كان يحدثنا أستاذ التاريخ قائلاً لنا بيت شعرٍ: *ومن وعى التاريخ في صدره.. أضاف أعماراً إلى عمره* ، شدني ذهني قائلاً قد أتى لك بالحل قد أتى تلك بالحل! أهل التاريخ! ماهي الأحداث التي يمكن أن استفيد منها لهذا الحدث؟ قال كي تعرف حقيقة الأمر، وتتأصل الحق الذي كان عليه الحال قبل (قرن)، لتعرف هل حضرموت يمنية/جنوبية، أو أن هناك أمراً آخر خُفي في غبار الزمن، ونُسي تعمداً لكن من قبل من؟

أبحث عن كتب تاريخ تارة بإسم حضرموت يمنية، وأخرى حضرموت جنوبية، هنا وهناك، أقلب الورقات، أقرأ الصفحات، اتأمل الكلمات، استغربت أمراً من قبل المؤرخين الحضارم مع ان بعضهم عاشَ في زمن الجنوب وآخرين اليمن، أنهم عندما يبحثون ويؤلفون وينقبون يقولون تاريخ تراث ثقافة حضرموت ويقفون! لا ينسبونها ولا يُتبعونها بأمرٍ آخر مثلاً: تاريخ حضرموت الجنوبية او تاريخ حضرموت اليمنية، بل يقفون عند اسم حضرموت، وكأن حضرموت دولة ولسنا نحمل جواز اليمن، قلتُ بالتأكيد هناك سِر عرفه المؤرخين غاب عن العوام الجاهلين، الذين رضعوا عبر آذانهم في مراحلهم التدريسية جنوبي او يمني ووقفوا عند ذلك، وقالوا كفى وحسبنا شرفاً أننا أتباعاً إما إلى (صنعاء) او (عدن)..

ناديتُ يا تاريخ ضعتُ بين أمرين، كلاهما يجعلني تبعاً لا حراً، الا هناك أمر آخر خُفي عبر الزمن، فيه الخير والأمن، رد قائلاً إبحث عن تاريخ الجنوب واليمن في حضرموت، إنهما فكرين دخيلين لا مؤَصلين، جديدين لا قديمين..
*قلتُ وما الجنوب؟* قال كانت حضرموت أرضاً وهوية وثقافة لا تشابهها أخرى عِند العرب، وفي اليوم 17 من سبتمبر 1967م أتت القومية بأفكار هدمية، خربت حضرموت الزكية، الحديقة الزهية، ضُمت إلى الجمهورية الديمقراطية اليمنية قسراً وعدوانية، أستمرت على هذا الحال من التبعية والهوان مايقارب 23 عام.
*قلتُ وما اليمن؟* قال كانت حضرموت تعاني من التبعية وهذي لها نتائج جم سلبية، فيها تتحمل العبئية، كانت تتبع عدن، تداخل بها رجس الأحزاب من شيوعيين وماركسيين، أتت لنا من أفكار الكفر الروسيين، فدخلت الجمهورية الديمقراطية اليمنية وحضرموت لها راخمةً تابعة في وحدة إندماجية مع جهة الهضبة الشمالية وهي الجمهورية اليمنية حيث دشنوا حفلاً سموه الوحدة اليمنية، أصبحت في ذلك الوقت حضرموت لعبة ودُمية تُقدم في المسرحية اليمنية، عبثوا بها ونكلوا أهلها، وهم يعانون منها إلى لحظة كتابة هذه الكلمات، فوجد وطنيين ينهبون الوطن بخطاب الوطنية، يركزون على تبعية وهوان حضرموت تحت أهزوجة الوحدة اليمنية (وحدتي..وحدتي)، همشوا الحضارم قائلين هذا دستورنا ينص على نظام المركزية (صنعاء) وحضرموت تبعاً لنا، لا لأهلها أمراً عليها، أو إدعاءً منهم أنها لهم، لا مجال اليمن كبير لليمنيين وضيقً للحضرميين

قلتُ يا تاريخ وماذا كانت حضرموت قبل (قرن)؟ قال كانت أرضاً وحضارةً وهويةً وتاريخاً وأصالةً تسمى (حضرموت)، مهما إختلفت مسميات النُظم الحاكمة فيها إلا أنها تنسب نفسها دائماً إلى حضرموت مثلاََ: مملكة كنده (الحضرمية) والسلطنة الكثيرية (الحضرمية) وسلطنة القعيطي (الحضرمية)، فلم ينسبونها إلى التبعية لا الجنوبية ولا الشمالية، بل حضرموت بإختلاف مسميات النظم إلا أنهم نسبوها إلى الأصل وهي الحضرمية

– الرسالة: أننا كحضارم لنا مطالبنا وحقوقنا، لنا الحرية أن نتصرف بأرضنا، لا وصاية علينا لأننا رجالاً، ولا نرضى التبعية لأننا أحراراً، ولا نُريد من أحدٍ الحماية لأننا سطرنا ملاحماً كباراً.

قال مننا من هاجر إلى شرق آسيا أنا حضرمي أنا حضرمي ومنذُ متى كنتُ جنوبي أو يمني؟
قال مننا من هاجر إلى القارة الإفريقية أنا حضرمي أنا حضرمي ومنذُ متى كنتُ جنوبي أو يمني؟
قال مننا من هاجر إلى أوروبا وقارة أمريكا أنا حضرمي أنا حضرمي ومنذُ متى كنتُ جنوبي أو يمني؟
قال المصريين في مؤلفاتهم في إحدى الفترات في مصر كان لا يُولى القضاء إلا حضرمياً، فلم يقولوا جنوبياً أو يمنياً!

لا نكره أحد ولا نبغض أحد كُلنا إخوة وأحبة وأصدقاء ولكن لابد من ان يُعطى لكل ذي حقٍ حقه، الحضارم قالو كلمتهم إقليم في ظل أقاليم، حكم ذاتي، أو دولة حضرمية، ولا حاجة للتفصيل أو التبرير، لأن غيره ظلم ونقولُ (لا ظُلم علينا اليوم).

إغلاق