اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

مجلس القيادة الرئاسي… ثمانية رؤوس عاجزة، وتحالف مترنح، وشعب يبحث عن وطن

مجلس القيادة الرئاسي… ثمانية رؤوس عاجزة، وتحالف مترنح، وشعب يبحث عن وطن

كتب / سلطان حاتم بن دهلوس
الاريعاء 18 يونيو 2025

رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، لا تزال الأزمات تتوالى على المواطن اليمني، بل وتزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم، في مشهد يصفه كثيرون بأنه انعكاس لفشل سياسي وإداري في إدارة شؤون البلاد. وأصبح واضحًا للعيان عجز المجلس عن تقديم أي حلول حقيقية أو ملموسة، بينما تنزلق أوضاع المواطن المعيشية إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور والانهيار.

(العملة تنهار بلا هوادة)

في مقدمة هذه الكوارث تأتي أزمة العملة المحلية، التي واصلت انهيارها أمام العملات الأجنبية بشكل مقلق. ومع كل تراجع في قيمة الريال اليمني، ترتفع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، حتى أصبحت الحياة شبه مستحيلة لشريحة واسعة من المواطنين، دون أي تدخل فعلي من الجهات المسؤولة.

(الكهرباء.. غياب مستمر في عز الصيف)

وفي ظل درجات الحرارة المرتفعة، تقف منظومة الكهرباء عاجزة وفاشلة. تغيب الخدمة لساعات طويلة، دون جدول زمني، بينما يُصرف الملايين تحت لافتة “تحسين الكهرباء”، دون أن يرى المواطن واطًا واحدًا من التحسن.

(المشتقات النفطية.. نار تحرق المواطن)

أزمة أسعار الوقود أصبحت نارًا تشتعل في جيوب اليمنيين. ترتفع الأسعار بلا حسيب، في ظل غياب الرقابة والدعم، ومعها ترتفع تكاليف المعيشة. المواطن أصبح يدفع ثمن كل شيء مرتين: مرة في المحطة، ومرة في السوق.

(ثمانية رؤوس… وصفر إنجاز)

في مشهد عبثي لا يشبه إلا المسرحيات الهزلية، يقود اليمن اليوم ثمانية رؤساء تحت مظلة “مجلس القيادة الرئاسي”، ولكن دون أن يظهر أي تفوق أو قدرة جماعية على قيادة المرحلة. بل إن كل واحد منهم يبدو منشغلًا بـ”تجارته الخاصة” ومشاريعه الشخصية، غير مبالٍ بمعاناة المواطن.

تحول المجلس إلى سوق مصالح تتقاطع فيها الولاءات والصفقات، بينما يظل الوطن في غرفة العناية المركزة، دون طبيب، ولا حتى مسكن للألم.

(التحالف العربي.. فشل متجذر)

أما عن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والذي دخل اليمن تحت شعار “إعادة الشرعية”، فقد بات اليوم رمزًا للفشل، وعنوانًا للخذلان في عيون غالبية اليمنيين. سنوات من التدخل العسكري والسياسي، ولم تجنِ البلاد إلا المزيد من الانقسام، والدمار، والفساد، والتبعية.

يتساءل اليمنيون: هل جاء التحالف لإنقاذنا، أم لإغراقنا في مستنقع من التبعية والنهب والتجويع؟

(هل ستثور الأرض؟)

في ظل هذا الصمت الشعبي المخنوق، يطفو على السطح سؤال جريء:
هل يثور اليمنيون قريبًا؟
هل يقرر هذا الشعب المطحون كسر شوكة الصمت، وطرد التحالف من أرضه، واستعادة القرار الوطني بعيدًا عن التدخلات والإملاءات الخارجية؟

وإذا كان هذا الحلم يبدو بعيدًا في بعض المناطق، فإنه يوشك أن يتحول إلى واقع ملموس في محافظة حضرموت، التي بدأت ملامح التمرد على المركز والهيمنة تظهر في صوت أهلها، وتعبيرهم الصريح عن رغبتهم في حكم ذاتي أو إقامة إقليم ديمقراطي، تُدار فيه شؤون المحافظة بكفاءة وشفافية، وعلى يد أبنائها أنفسهم.

حضرموت اليوم ليست كما كانت بالأمس؛ وعي سياسي مرتفع، وشعور بالغبن المتراكم، ومطالبات متصاعدة بالعدالة والتمثيل الحقيقي، بل وحتى بحق تقرير المصير.

(الحنين إلى عهد صالح)

وسط هذا الانهيار المتسارع، تعلو أصوات في الشارع اليمني تعبّر عن الحنين لعهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وتصف تلك المرحلة – رغم مثالبها – بأنها أكثر أمنًا واستقرارًا ومعيشة، مقارنةً بما آلت إليه البلاد من عبث وتسيب وانفلات.

(الختام: وطن يُباع والمواطن يشتري الألم)

بين مجلس قيادة متعدد الرؤوس بلا قرار، وتحالف خارجي بلا رؤية، وواقع اقتصادي وخدمي منهار… يقف المواطن اليمني أعزلًا، إلا من الأمل.
فهل سيُولد صوت وطني جديد يُنهي هذه المأساة؟
وهل ستقود حضرموت المسار، وتكون شرارة وطنية لإعادة تشكيل مستقبل يمني حر، ديمقراطي، ومدني؟
أم أن القادم سيكون أشد وجعًا، في غياب التغيير الحقيقي؟

إغلاق