“نأخذ بكلام المشهور ونتجاهل كـلام الـدكتـور!”
كتب / جابر عبدالله الجريدي
الجمعة 13 يونيو 2025
*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*
في جلسة ودية بين شخص خرج من الصف السادس الإبتدائية، وآخر أنهاء الإبتدائية والثانوية والمرحلة الجامعية وأخذ الماجستير والدكتوراه في علوم الأحياء، دار بينهم حديث حول الغدة الدرقية، قال الإبتدائي الغدة الدرقية تقع أسفل البطن وهي مسؤولة عن هضم الطعام! وقال الدكتور ليست كذلك إنما هي تقع في الجزء الأمامي من الرقبة إرتفعت الأصوات بينهما كلاً يريد إقناع الآخر بمعلومته! الغريب في الأمر أن الجمهور الحاضر لهذا النقاش وقفوا مع فكرة الإبتدائي لأنه كان مشهوراً وإعلامياً وغنياً وفُكاهياً أي كانوا يميلون إلى شخصيته وقالو للدكتور انت مخطئ عنيد لا تريد إلا فكرتك الخاطئة!
– عليكم كقارئين ان تبحثوا أين تقع الغدة الدرقية في جسم الإنسان، لنرى في صف من تكونون؟
*“الوصفة العلاجية لا يقدمها لك مشهور ولا غني، بل من يقدم ذلك ومن يستطيع كتابتها الدكتور”*
لكننا نخاف أن يأتي على مجتمعنا بسبب الجهل وترك التعليم ونبذ أهل الاختصاص، أن نأخذ نصيحة من صعلوك ووصفة علاج من صانع المحتوى وتكتب قواعد الدستور من أصحاب الشركات والمؤسسات المالية، وأن يعطى الشي لغير أهله، أن يصبح السلاخ سياسياً والبناء طبيباً، ليس مستحيلاً بل سيصبح هذا واقعاً اذا عم الجهل أوساط المجتمعات وأصبح التعليم لا يولى له أي أهتمام، ونحن نعيش ذلك حقاً قال المشهور وشيخ القبيلة وقال المرعوش ولا نعطي الشي من هو أهلٌ له.. ويقولون *“اعطي الخبز خبازه ولو أكل نصفه”*
– رسالة تحذير ونذير ووعيد شديد ؛ الوعي الوعي الوعي، التعليم التعليم التعليم، أنقذوا هذا الجيل الجديد خوفاً أن يعيش نظام الغابات ووحشة الظلمات، لنصلح القطار ونذهب في مسار الإصلاح والتطورات، ما فُسِدَ نبدله بما هو أصلح، وما خرب نضع بدلاً عنه الجديد، لنهدم تيارات الفساد والخراب.
ماذا ننتظر؟ او بالأصح من ننتظر يأتي ويصلح لنا الأوضاع؟
لابد من التغير، ولابد ان نضع في أذهاننا وأفكارنا أننا لا نريد هذا الحال يبقى مهما كان الثمن، نسعى، نعمل، نجد، نكد، نضحي، نتبرع، نتألم، نفقد، نتفقد، نصلح، نبين، نوضح، ننطق بالحق، نأخذ بالحكمة، نضع في كل موضع من هو أهل له، لا نجامل، ولا نمجد، ولا نعظم، ولا نكبر من أحد، نتحد، نتفق، نتعاون، نتشارك، نتقارب، نتوحد، لنقول لا،إنتهى، كفى عبثاً وفساداً وظلماً وتضيعاً لحقوق الناس، نبني، نشيِّد، نرفع، نعز هذا الوطن من حياة الذل والهوان والتبعية والإهدام.
*“قبل ذلك لا تيأسوا، لا تقنطوا، وابشروا وتأكدوا أنه لايبقى حالٌ على الدوام والثبات، تأتي سنين عجاف وتاتي سنين يغاث فيها الناس وينعمون بالخيرات”*






