الكارثة محدقة أن لم نراء معالجات عاجلة وناجعة
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاثنين 9 يونيو 2025
حمدًا لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي وسلامه على الرحمة المهداة، وعلى من سار على نهجه واقتدى بهداه.
أحبتي، أنتهز هذه الفرصة، ومن خلال مقالي المتواضع، لأبعث أطيب آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات.
نسأل الله عز وجل أن يُحسن أحوال البلاد، ويفرّج عن العباد، ويجنب حضرموت وسائر بلاد المسلمين الفتن والمحن.
أتانا العيد، وأيّ عيد! نعم، للعيد بهجته وفرحته، ولكن من المؤلم أن العيد أتى وكأن هناك استهدافًا ممنهجًا حتى لفرحتنا، بمنغصات الحياة، وضيق سبل العيش، وتردي الخدمات، بانقطاعات الكهرباء، وزاد على ذلك شريان الحياة: الماء.
بأيّ حلّة أتيتنا يا عيد؟
لمَ كل هذا التعذيب؟ ولا عجب في بلد العجائب، حيث الحكومة في المنفى، والرواتب بالعملة الأجنبية، وهناك من يتنعّم بخيرات البلاد بينما المواطن يئن.
يا فرحة العيد، رغم اجازه العيد وعطله المؤسسات والدوائر الحكومية والمصانع والورش والمحلات التجارية، وأكثر من مليوني نازح إلى مدنهم وقراهم، إلا أننا لا ندري سرّ هذا التعذيب.
نقرأ في مواقع التواصل أخبارًا – إن صحت – عن كتائب بكامل عتادها من الساحل الغربي تابعة لطارق صالح عادت وانضمت إلى صنعاء في صفوف الحوثي، بعد تصريحاته بعدم القدرة على مواجهة الحوثي، في ظل دعم الكل له. وإن صح ذلك، فأين دعم القوات الجنوبية؟ لماذا لا يكون الدعم موجهًا لمن يدافع عن الأرض والعرض؟
كفانا ضحكًا ومسكنات يا العليمي ويا تحالف. عشر سنوات عجاف، ونتجرع المرارة والويلات.
نقولها لسيادة النائب ورئيس المجلس الانتقالي:
اخرج عن صمتك وكن شفافًا مع شعبك الذي يتجرع مرارة الحياة، بينما هناك من يتنعم بثرواتنا، ويخلق الفتن بين أبناء حضرموت خاصة والجنوب عامة.
كفى! فقد بلغ السيل الزُّبى.
هناك من يريد إشعال نار ثورة الجياع لحرق الأخضر واليابس وتحقيق مصالحه، بعدما نُزعت الإنسانية، وغاب الخوف من الله والوازع الديني.
يؤلمني ويحزنني سفك الدماء، كما قال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والتسليم:
“هدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من إراقة دم مسلم”، أو كما قال.
نعم، العين لتدمع، والقلب يعتصر ألمًا، ونحن نسمع عن إزهاق الأنفس بغير حق، والتعصب الأعمى، والنعرات القبلية، والعودة إلى عصور الجاهلية، وتدمير التعليم والمعلم، ومحاربة الدولة المدنية. ماسمعناه آليوم من أخبار لاتسر كل محب لأهله ومجتمعه وحضرموت في الهضبة ياعقلاء وياشيوخ حضرموت اطفوا فتيل الفتنه والصراعات لاتخدم حضرموت وأهلها حضرموت أولا معالجه الصدوع للبيت الحضرمي واجبنا جميعا
نخاطب كل الدكاترة والبروفسورات والمفكرين والعقلاء:
أما كفى ما وصل إليه حال البلاد والعباد؟ أما آن الأوان لأن نمسك دفة السفينة الحضرمية ونبحر بها إلى برّ الأمان؟
ما فائدة الشهادات العليا إن لم يكن للعلم دورٌ في إضاءة الطريق للبسطاء والنهوض باقتصاد البلاد نحو البناء والتنمية؟
الوضع الإقليمي والدولي في تجاذبات وصراعات مؤسفة، ومنذ سنوات ننادي بدعم المجال الزراعي لتوفير الغذاء، وتخفيف الضغط على العملة الصعبة.
لكن الغلاء فاحش، والرواتب زهيدة، ولا مقارنة بينها وبين ما يتقاضاه القادة.
طالما أن القرار بيد الخارج، واقتصادنا لا يعمل بكامل طاقته، فهذه هي الكارثة الحقيقية لو حدث صراع دولي وأُغلقت المنافذ.
نعم للعلم، نعم للعلماء، نعم للحوار والفعل الصادق من أجل الفقراء.
لا للفساد، لا للجهل، لا للتعصب الأعمى، لا للتسيب واللامبالاة، لا لضياع أمانة المسؤولية وانعدام المحاسبة.
فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
كفى ضياعًا وإذلالًا وفسادًا وهدرًا للموارد.
الشعب يموت جوعًا، والقيادات في نعيم.
اتقوا الله، فسوف تُسألون أمام الله.
التحالف والرباعية يتحملون وزر ما نحن فيه، لعدم تنفيذ التزاماتهم تجاه شعبنا.
قبل العيد، سمعنا تغنيهم بصرف الرواتب، وحين استلم الموظف راتبه، زاد همّه وغمه، وهو ينظر إلى حال أسرته، عاجزًا حتى عن شراء كيلو لحم!
أي فرحةٍ لك يا عيد؟
لله المشتكى.
–






