اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

تحذير من أضواء لاترحم ! ..الزينون العالي .. بين التقنية والكارثة .. سلاحٌ قد يُبهر العين، لكنه يقتل الطريق!

تحذير من أضواء لاترحم ! ..الزينون العالي .. بين التقنية والكارثة .. سلاحٌ قد يُبهر العين، لكنه يقتل الطريق!

بقلم / أ. علي عباس بن طالب
الخميس 5 يونيو 2025م.

في زمن تسارع التكنولوجيا وتطور السيارات، أصبحت الإضاءة أحد أبرز معايير الفخامة والأداء. ولكن .. وهنا مربط الفرس ، عندما يُساء استخدام هذه التقنيات، تتحوّل من أداة أمان إلى خطر داهم على حياة الآخرين .. دعونا نتحدث بصراحة وبقوة، عن واحدة من أكثر الظواهر إزعاجًا وخطورة على الطرقات الزينون العالية في السيارات.

*“الزينون العالية”: سلاح يهدد السلامة المرورية*

في الأصل، صُمِّمت إضاءة الزينون لتوفير رؤية أوضح في الطرق المظلمة أو المفتوحة. لكن ما نراه اليوم هو انفلات واضح في استخدامها داخل المدن، في الشوارع المزدحمة، وأثناء مواجهة السيارات في الاتجاه المعاكس.

*والنتيجة؟*

سائق السيارة المقابلة يُصاب بالعمى المؤقت.

ينحرف عن المسار لا إراديًا بسبب الضوء الكثيف المبهر.

حوادث مرورية كارثية سببها “شخص قرر أن يتباهى بالضوء بدلاً من استخدامه بمسؤولية”.

*عندما تتحول القيادة إلى كابوس ليلي*

ليس من المبالغة القول إن بعض السيارات المزودة بـ”زينون عالي”، أو الضوء الأبيض أو الأضواء الغازية  خصوصًا تلك المُعدّلة خارج المواصفات، تطلق شعاعًا أشبه بكشاف ملاعب أو أضواء طائرات. السائق المقابل لا يرى شيئًا سوى جدار من النور الأبيض أو الأزرق، ويفقد التحكم لبضع ثوانٍ مصيرية.

هل تتخيل أن مجرد ثوانٍ من انعدام الرؤية قد تودي بحياة أسرة كاملة؟

*الزينون العالي…* إضاءةٌ خارقة أم قنبلة موقوتة؟ في زمن التطور والتكنولوجيا، تحوّلت السيارات من مجرد وسيلة تنقّل، إلى وحوش ضوئية تجوب الشوارع ليلاً…
لكن بعض هذه الوحوش خرج عن السيطرة!

نعم، نتحدث عن الزينون العالي! تلك الأضواء البيضاء أو الزرقاء المبهرة التي تكاد تمزق عتمة الليل ..  وتمزق معها أعين الناس وقلوبهم خوفاً من حادث مميت!

*ضوء يسطع… وعقل ينطفئ!*

تخيل هذا المشهد .. أنت تقود في طريق مظلم، هادئ، كل شيء على ما يُرام…
وفجأة، سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس تصفع عينيك بـ”زينون عالي” شديد القوة!

*النتيجة؟*

انعدام الرؤية لمدة ثوانٍ!

ارتباك ورد فعل عشوائي!

انحراف عن المسار، أو اصطدام محتمل!

*هل تعلم أن مجرد ثانية واحدة من العمى المؤقت قد تكون الفرق بين الحياة والموت؟!*
وكل ذلك فقط لأن أحدهم قرر أن يجعل سيارته “أكثر إضاءةً” دون وعي أو مسؤولية!

ليست فخامة… بل جريمة ضوئية!

قد يظن البعض أن تركيب الزينون العالي أو الأضواء الغازية  أو تعديل الإضاءة يمنح السيارة “هيبة”، لكنه في الحقيقة .. تعدٍ صارخ على سلامة الآخرين .. خطر مباشر على السائقين والمشاة .. مخالفة قانونية في معظم الدول، ويعاقب عليها القانون.

هل تعلم أن بعض الحوادث التي وقعت ليلًا، كانت بسبب أضواء مزعجة سبّبت عمى مؤقت؟..  هل تعلم أن هناك حالات اصطدام ووفاة بسبب “تباهٍ بضوء”؟!

*الزينون العالي لا يصلح لكل مكان!*

تم تصميم الزنون العالي للاستخدام في:

الطرق الريفية والمفتوحة.

الأماكن المعزولة من الحركة.

وليس داخل المدن، ولا على الطرق المزدحمة، ولا في مواجهة الناس مباشرة!

*الضوء إن لم يُستخدم بعقل… كان قاتلاً!*

الزينون العالي، أو الأضاءة الغازية  إذا لم يتم تركيبها بطريقة علمية صحيحة .. يخرج بزاوية خاطئة ويضرب في عيون الناس .. ينعكس عن اللافتات والمرايا بطريقة مؤذية ..يضاعف الخطر خصوصًا في الجو الماطر أو الضبابي.

*الرسالة الأهم:*

ليس من حقك أن تؤذي الناس بضوئك.
ليس من حقك أن تزرع الرعب في طريق مشترك.
ليس من حقك أن تُعمينا وتقول: “أنا أشوف أحسن”!

*دعوة للمسؤولين والمجتمع:*

نطالب بفرض رقابة صارمة على الورش التي تركب ضوء  الزينون أو الأضواء الغازية  .. نطالب بغرامات قاسية على من يسيء استخدام الإضاءة .. نطالب بحملات توعية ضد “الإبهار القاتل”.

*القيادة ليست مكانًا للاستعراض… بل مسؤولية عظيمة!*

سيارتك لا يجب أن تكون نجمة في سماء مظلمة تُبهر الناس، بل نجمة في أخلاقك، في وعيك، في احترامك للآخرين على الطريق.
كُن نورًا لا نارًا… كُن حماية لا تهديدًا.

*كن إنسانًا قبل أن تكون سائقًا… فالضوء الذي تبهرنا به، قد يكون آخر ما نراه!*

إغلاق