لنكن يداً واحدة في العطاء
كتب / عمر بازهير
الثلاثاء 3 يونيو 2025
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتجلى أروع صور التكافل والعطاء في مجتمعنا، حيث تتسابق المؤسسات الخيرية والأفراد لتقديم الأضاحي لمن هم في أمس الحاجة. وهي جهود مباركة نشكر عليها كل من يساهم فيها!
ولكن، وككل عام، تتكرر بعض الشكاوى حول توزيع لحوم الأضاحي، فيسمع البعض يقول “هذا حصل على الكثير، وذاك حصل على القليل”، ويُلقى اللوم غالباً على المؤسسات.
الحقيقة أن هذه المؤسسات تبذل جهوداً جبارة لتوصيل الأضحية لأكبر عدد ممكن من الأسر المستحقة. فلنتخيل حجم العمل والتنسيق المطلوب لذلك!
فلنتوقف لحظة ونتساءل: هل المشكلة تكمن في المؤسسات فقط، أم أن جزءاً منها يقع علينا كأفراد؟
كثيراً ما نرى بعض الأسر تتنقل بين عدة مؤسسات، للحصول على نصيبها من الأضحية من كل واحدة، وهذا حقها طبعاً. لكن هل فكرنا يوماً أن هذا التصرف قد يحرم أسراً أخرى من الحصول على ما يكفيها، أو حتى من الحصول على أي شيء على الإطلاق؟
عيد الأضحى هو عيد التضحية والعطاء والإيثار. هو فرصة لنتذكر أن هناك من هم أقل حظاً منا، وربما تكون قطعة اللحم تلك التي نعتبرها قليلة، هي وجبة قيمة لأسرة لم تتذوق اللحم منذ زمن.
متى يأتي اليوم الذي نقول فيه: “الحمد لله، وصلني نصيبي، لنفكر في الآخرين الذين ربما هم أحوج مني”؟
لنكن جزءاً من الحل لا المشكلة. لنمارس الإيثار في هذا العيد المبارك. إذا حصلنا على نصيبنا، فلننظر حولنا، ولنفكر في جيراننا، أقاربنا، أو حتى من نسمع عنهم أنهم بحاجة ماسة.
دعونا نوجه شكرنا وتقديرنا للمؤسسات التي تسهر على إيصال هذه الأضاحي. فهم يقومون بعمل عظيم يستحق كل الثناء والدعم.
في هذا العيد، لنجعل شعارنا: “لنكفِ غيرنا قبل أن نستكفي نحن”. بهذه الروح، سنضمن أن تصل بركة الأضحية لكل بيت، وأن تعم الفرحة والسرور على الجميع.
كل عام وأنتم بخير، وعيد أضحى مبارك!






