وثيقة مسرّبة تكشف فرض الحوثيين لمناهج طائفية في الجامعات اليمنية يهدد الاعتراف الدولي بالشهادات اليمنية
تاربة_اليوم / متابعات خاصة
27 مايو 2025
كشفت وثيقة مسرّبة عن تصعيد خطير في المسار التعليمي بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، حيث أقدمت الميليشيا على فرض مدرسين عقائديين لتدريس مقررات ذات طابع طائفي في الجامعات الحكومية والأهلية، ما أثار موجة من القلق في الأوساط الأكاديمية والطلابية.
الوثيقة التي تم تسريبها مؤخرًا، تحمل التعميم الوزاري رقم (2014) لسنة 2025، والصادر عن ما يُعرف بـ”وزارة التعليم العالي” الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، وتلزم الجامعات بعدم تعيين أي مدرسين لتلك المقررات دون الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.
وتتضمن هذه المقررات، بحسب مصادر أكاديمية، موادًا ثقافية مستمدة من فكر حسين الحوثي، مؤسس الجماعة، بالإضافة إلى مرجعيات دينية شيعية، الأمر الذي اعتُبر محاولة لتكريس خطاب مذهبي داخل الحرم الجامعي، وتوجيه التعليم الجامعي نحو أجندات سياسية وطائفية.
أكاديميون حذّروا من تداعيات هذا التوجّه، مشيرين إلى أن فرض مناهج عقائدية بهذا الشكل من شأنه أن يُفقد الجامعات اليمنية استقلالها الأكاديمي، ويقوض الاعتراف الدولي بشهاداتها، ما ينعكس سلبًا على مستقبل الطلاب ويحد من فرصهم في التعليم والعمل خارج البلاد.
وتواجه الجامعات اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين تحديات متزايدة تتعلق بتسييس التعليم، حيث سبق أن اتُّهمت الجماعة بفرض برامج مشابهة في المدارس، ضمن مساعٍ ممنهجة لإعادة صياغة المناهج وفق أيديولوجيتها الفكرية.
يأتي هذا في وقت يعاني فيه قطاع التعليم في اليمن من انهيار شبه تام بفعل الحرب المستمرة منذ سنوات، لتضاف الآن أزمة المناهج الطائفية إلى سلسلة طويلة من التحديات التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
