الخبير النفطي علي المسبحي : قطاع “جنة 5” استنزف معظم احتياطاته ويواجه صراعات سياسية حادة
تاربة_اليوم / متابعات خاصة
24 مايو 2025
أوضح الخبير النفطي والاقتصادي الدكتور علي المسبحي أن قطاع “جنة 5” يعد من أهم القطاعات النفطية في محافظة شبوة، رغم كونه الأصغر مساحة بين القطاعات المنتجة في الجمهورية اليمنية، إذ تبلغ مساحته 280 كم². وقد بدأ الإنتاج فيه منذ عام 1996م عبر شركة “جنة هنت” الأمريكية التي كانت تمتلك 15% من الحصة التشغيلية، إلى جانب شركاء آخرين هم: شركة وايكوم الحكومية (20%)، كوفبيك (20%)، توتال (15%)، نيوكو (15%)، وإكسون (15%).
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
وأشار الدكتور المسبحي إلى أن أعلى معدل إنتاج سنوي تم تسجيله في القطاع كان عام 2000م بكمية بلغت 23 مليون برميل، وكان عدد العاملين حينها 265 موظفًا بينهم 16 أجنبيًا. وقد تم ربط القطاع بأنبوب تصدير يمر عبر مأرب إلى ميناء رأس عيسى، إلا أن الحرب وتوقف الأنبوب دفع الجهات المختصة إلى البدء بإنشاء أنبوب جديد في الاتجاه المعاكس، يربط القطاع بغرب عياد لتصدير النفط عبر ميناء رضوم على بحر العرب.
*تغيرات تشغيلية وصراع سياسي*
وأكد المسبحي، في منشور له عبر صفحته في “فيسبوك” رصده محرر الأخبار، أن القطاع شهد تجاذبات سياسية حادة في الآونة الأخيرة، تمثلت في صراع على إدارة وتشغيل القطاع بعد استبعاد شركة “جنة هنت” لمخالفتها الاتفاقيات. وقد تم الاتفاق على إسناد تشغيل القطاع إلى شركة “بترومسيلة” الحكومية، والتي استحوذت على حصتي “توتال” و”إكسون” (15% لكل منهما)، وذلك بعد عجز شركة وايكوم عن شراء الحصتين بسبب أوضاعها المالية المتعثرة، بما في ذلك تأخرها في دفع رواتب موظفيها إلا من خلال عهد مالية مؤقتة من وزارة المالية.
*استنزاف المخزون النفطي*
وكشف المسبحي أن القطاع استنفد جزءًا كبيرًا من احتياطاته النفطية، إذ تشير التقديرات إلى أن إجمالي النفط القابل للاستخراج (الاحتياطيات المؤكدة) يبلغ 245 مليون برميل، تم إنتاج نحو 239 مليون برميل منها حتى اليوم. وقد بلغت حصة الحكومة من الإنتاج 65%، مقابل 35% للشركاء، ولم يتبقَ سوى 6 ملايين برميل فقط، مما تسبب في تراجع الإنتاج بشكل كبير ومستمر، وأصبح القطاع بحاجة ماسة إلى استثمارات جديدة لتوسيع عمليات الاستكشاف والحفر.
*صراع نفوذ ومطالب إصلاحية*
وأشار المسبحي إلى بروز صراع نفوذ مؤخرًا بين فريق مؤيد لاستمرار “بترومسيلة” كمشغل للقطاع، وفريق آخر يطالب باستبعادها وعودة الشركات السابقة. وقد تسبب ذلك في أزمة إدارية انعكست بتعيين أربعة مديرين تنفيذيين لشركة وايكوم خلال ثمانية أشهر فقط، ما يعكس حجم التدخلات والسعي لفرض مصالح خاصة وتمرير صفقات مشبوهة، من خلال الضغط لإعادة “جنة هنت” كمشغل رئيسي للقطاع.
*دعوة لإصلاحات شاملة*
وفي ختام حديثه، طالب الدكتور علي المسبحي الحكومة بإعادة صياغة العقود النفطية واتفاقيات المشاركة في الإنتاج بما يحقق مصلحة الدولة ويحمي حقوق العاملين ويصون البيئة. كما دعا إلى الاستفادة من الغاز المصاحب في توليد الكهرباء بدلًا من حرقه أو إعادة حقنه في الأرض، وإعادة فرض الضرائب على الشركات النفطية التي توقفت منذ عام 2006م، وإلزام الشركاء بالمساهمة في تطوير القطاعات المنتجة.
كما شدد على ضرورة منع بيع الحصص أو تغيير المشغلين دون موافقة الحكومة، داعيًا إلى الإسراع في تأسيس شركة “بتروشبوة” لتكون شركة نفطية حكومية تضم القطاعات المنتجة في المحافظة، وهي: جنة، العقلة، دامس، وغرب عياد.





