اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الخيط الرفيع بين المسؤول والشعور بالمسؤولية

الخيط الرفيع بين المسؤول والشعور بالمسؤولية

كتب / عبدالله حسن قاسم
الاربعاء 21 مايو 2025

من نكد الدنيا على اليمني، أينما كان تحت سماء بلده، أن يُبتلى بمسؤولين عديمي الشعور بالمسؤولية. فإذا جاءت المطالبات بتبديلهم، جاء البديل أكثر رداءةً، وإهمالًا، وتبلّدًا من سلفه… لتبدأ سلسلة من الترحّمات على السابقين الذين يُصبحون، في غمضة عين وبالمقارنة مع الخلف، أبطالًا خارقين، ليس لحُسن إدارتهم، وإنما لسوء إدارة، وإهمال، ولا مبالاة من جاء بعدهم.

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

وهكذا تستمرّ الدوامة، وتتعمّق القاعدة في عقول الناس بأن الخلف سيكون أسوأ بكثير من السلف، وكأن الكفاءات قد أصيبت بالعُقم. وربما كان الأمر مُخططًا له حتى ييأس الناس، ويتوقفوا عن المطالبة بالتغيير، طالما أن الجمل سيتمخّض فأرًا، والبيضة التي رقدت الدجاجة عليها دهرًا ليست صالحة!

من المُعيب جدًا أن لا يخضع تعيين المسؤول لكفاءته أو نزاهته، بل لعوامل أخرى ترتبط بوجود “ظهر” يحميه، كالقبيلة مثلًا، ومدى خضوعه وارتهانه للإملاءات التي تأتيه، وأحيانًا خدمته وعمَالته للأوصياء. وإلا، فما معنى أن يبقى المسؤول ملتصقًا بالكرسي لسنوات دون أن يقدّم شيئًا يخفف معاناة المواطن؟!

ماذا لو تمّ تجريد الوزير، والمحافظ، والسفير من رواتبهم بالعملة الأجنبية والمزايا المالية الأخرى التي يتقاضونها، ومنحهم رواتب بالعملة المحلية، أسوةً ببقية الموظفين؟ هل سيقبل أحدهم أن يستقبل العيد بمبلغ مائة وخمسين ألفًا؟!

ماذا لو أُجبر المسؤولون على العودة إلى الوطن، والعيش في هذا المعترك الذي يعانيه المواطن؟ هل سيستمرّون في مراقبة المشهد فقط، دون التدخل لإصلاح ما يمكن إصلاحه؟

ماذا لو حُرم المحافظ، والوكيل، ومدير الكهرباء من بدائل الطاقة الأخرى؟ هل سيحتمل أحدهم ساعة واحدة دون كهرباء في قيظ الصيف، أم سيحاولون بكل قوة إيجاد الحلول؟

إغلاق