فوضى التشكيلات في حضن الشرعية”.. رحلة في غابة التشكيلات العسكرية”
كتب / الحسين باشامخة
الاثنين 19 مايو 2025
في بلادنا اليمنية، وتحديدًا في مناطق “الشرعية”، لم يعد السؤال: “من يحكم؟”، بل بات السؤال الأهم: “من يُعسكر؟ ومن يُشكّل؟ ومن يُوقّع على قرار إنشاء قوات جديدة؟”.
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
لقد تحولت الجغرافيا اليمنية من مجرد ساحات قتال إلى معرض دائم للتشكيلات العسكرية! كل من زعل من قائد لواء، أسس لواءه الخاص. كل من أُعجب بشكل البزّة العسكرية، أنشأ قوة تحمل اسمًا رنانًا وتحيط به فرق إعلامية تبشّر بميلاد جيش جديد لا يعرف له عقيدة ولا يعرف عليه أحد.
كل تشكيل عسكري جديد صار له تمويل، وكل تمويل له توجه، وكل توجه مرتبط بدولة خارجية ترعاه.
أماكن تحت سيطرة الشرعية، لكن مَن الشرعية؟
في عدن، العاصمة المؤقتة، ستجد قوات الحزام الأمني، والنُخب، والعمالقة، ودرع الوطن، والجيش الوطني، وبعض الكتائب التي لم تجد اسمًا بعد. كل قوة لها نقاط تفتيشها، ولباسها، وسجونها، وصفحتها في فيسبوك!
أحيانًا تمر عبر شارع في عدن وتكون قد مررت على أربع دول، وخمسة قرارات رئاسية، وسبعة قادة ميدانيين، وثلاث عمليات أمنية في نفس الوقت. كل هذا دون أن تغادر الحي!
بيان للمجلس الرئاسي المحترم:
يا من تسمون أنفسكم أعضاء المجلس الرئاسي ، يا من تمضون قرارات تشكيل القوات كما يُمضي المعلم دفتر تحضير الحصص، هل تعرفون كم عدد القوات التي وُقّعت في عهدكم؟ وهل تفرّقون بين قائد محور ومشرف قطاع؟ بين لواء طوارئ وشرطة نجدة؟”
رسالة إلى من يمول هذه التشكيلات:
نُذَكّركم أن تعدد القوات التي تمولونها في مناطق الشرعية يعني أنكم تمولون صراعًا مؤجلاً. حقل ألغام، لا مشروع دولة. أنتم تصنعون “جيشًا بالقطعة”، وكل قطعة لها زر تشغيل خاص بها لا يعمل إلا من الرياض أو أبوظبي.
الخطر الحقيقي: دولة بلا جيش.. وجيوش بلا دولة
كثرة التشكيلات تعني شيئًا واحدًا: لا توجد دولة. الدولة لا تُبنى بالجيوش المتناثرة، بل بجيش موحّد يخضع لقيادة واحدة، لا لعشر قنوات اتصال. وإن استمرت الأمور بهذا الشكل، فإن معركة “من يملك الشرعية؟” ستتحول إلى معركة “من يملك البندقية الأكثر تمويلاً؟”.
وفي الختام:
بلدنا ليست ساحة تجارب عسكرية، ولا متحفًا لعرض الزي العسكري. من أراد أن يبني جيشًا حقيقيًا فليبدأ من فكرة الدولة، لا من توقيع القرار. ومن أراد أن يدعم الشرعية، فليدعم توحيدها أولًا.





