اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

منسيّون

منسيّون

مقال لـ/ أشرف احمد
الجمعة 16 مايو 2025

نحن أولئك الذين لا تُذكر أسماؤهم في نشرات الأخبار، ولا تُرصَد لهم مؤتمرات دولية ولا طاولات مستديرة. نحن الهامش في كتب الجغرافيا، والحاشية في تقارير الاقتصاد، والصمت الثقيل في جلسات الأمم. نحن “المنسيّون”.

نحن المنسيّون، ليس لأننا هامشيون، بل لأننا أوكلنا من ظنناهم زعماء، فكانوا موظفين في شركة اسمها “خدمة الجيب الخاص”. باعونا في سوق السياسة بحفنة من عملات معدنية تُصدر ضجيجًا أكثر مما تُحدث فرقًا، عملات لو قُذفت بها سماءنا لربما أمطرت استهزاءً وسخرية، لا ماءً يُطفئ ظمأ الجياع.

العالم اليوم يخطط لما بعد عام 2050: مدن ذكية، طاقة متجددة، ذكاء صناعي، ومستوطنات بشرية على سطح المريخ. أما نحن، فمشاريعنا لا تزال رهينة لجرة قلم مسؤول متردد، وأحلامنا معلّقة على محول كهرباء قديم كلما اشتعل سقطت أمنية. نحن لا نبحث عن ترف أو رفاه، بل فقط عن ساعة ضوء، عن صنبور ماء يعمل، عن رغيف لا يتبعه سؤال عن السعر.

نحن المنسيّون… من صرنا نُقايض أيامنا بقطرات وقود، ونشحن هواتفنا في المساجد، ونحتفل بعودة الماء كما تحتفل الأمم بالعيد. منسيّون لأن الذاكرة الدولية قصيرة، والضمير الجمعي مُنهك، ولأننا ببساطة… لا نملك ما يُغري العالم إلا أحزاننا

إغلاق