النظافة و الثقافة البصرية
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : سليمان مطران
13 مايو 2025
أكد المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة و التحسين بوادى حضرموت و الصحراء الاستاذ/ مرعي فضل الكثيري في اكثر من و سيلة اعلامية رسمية وفي مختلف لقاءاته و نزولاته، عزم إدارة الصندوق على اعادة و احياء مفهوم الثقافة البصرية عند كل مواطن في الوادي و توحيد الرؤية البصرية لكل ما هو جميل.
إن مفهوم الثقافة البصرية تعني القدرة على فهم الرسائل البصرية و المقدرة على استيعاب المكنونات الجمالية المؤدية الى تنمية مهارات الاتصال عن طريق العينين (الرؤية بحاسة البصر) واستنباط صورة ما وراء الرسم بأغصان و فروع الشجر (التشكيل الشجرى) كما هو منتشر في شوارع مدينة سيؤن والمدن الاخرى .
الثقافة البصرية و نشرها بين الاجيال ليست مصطلح جديد ولا هي بموضة يتطلبها عصر الإعلانات، بل هي ثقافة قدامى الاجداد التى كانت تتجسد من حولنا منذ ثلاثينيات القرن العشرين وخير دليل على ما كان يتمتع به مواطنوا حضرموت الداخل من ثقافة بصرية الحصن الدويل”قصر السلطان الكثيري” وحديقة مدينة سيؤن التى تكسوها الزهور و الورود ومختلف انواع الاشجار و قصور و مسابح عائلة الكاف و القلاع و الحصون، كل تلك الاشياء يأتى استلذاذ النظر اليها في سياقات الثقافة البصرية للإنسان و التى يسعى صندوق النظافة بالوادي إحيائها و اعادتها لتصبح ثقافة عامة بربط الماض بالحاضر والمستقبل من خلال اعداد خطة متكاملة و مدروسة للتنفيذ لإزالة المشوهات البصرية و البيئية و السمعية بتنظيم الباعة في السوق العام وخاصة ساحة القصر القبلية و البحرية للمحافظة على هويته الثقافية و رمزيته السياسية بعد ان تحول تدريجيا الى سوق مفتوح لكل نازح و عاطل.
اما ساقية البلاد “شارع الجزائر” بسيؤن فهى معلما مرتبطا بتاريخ تاسيس المدينة فقد لاقى الشارع اهتماما لإعادة تأهيله بعد ان شهد توسعا عشوائيا و فوضى غير منضبطة في نصب اللوحات الاعلانية ومفروشات باعة الدجاج المشوي مما أدى غياب القانون لتنظيمه تحوله تدريجا الى سوق متمدد لأكشاك الاطعمة و الوجبات السريعة مما أثر على ميزته الثقافية إذ كان يضم على ضفتيه المركز الثقافي، دار سينما سيؤن، نادي الاحقاف، مكتبة الشهيد و روضة الطفل بسيؤن لازالت بعض القصور الصيفية لآل كثير ( قادرية، عز الدين…) و دار الاديب علي احمد باكثير .
ان العمل على احياء و عودة الوعي لأهمية الثقافة البصرية الجماهيرية و نجاحها يقابله الحفاظ والمحافظة على نلك المواقع و الاماكن كون العمل فيها و انجاز ما انجز يحتاج من الجهات المسؤولة تشديد الرقابة و تنفيذ القوانين، إذ لوحظ و للاسف الشديد أّناس لا تعنيهم نظافة المدينة و لا يعرفون معنىً للثقافة البصرية، هولاء لا يعرفون غير ثقافة القات حتى المجسمات البصرية جعلوا منها مكانا لقيلولة و جلسات القات لقد شوهو ذائقتنا البصرية بل كل ذائقة فطرية للانسان السوى.







