صباح الخير … هنا حضرموت ..!!
كتب / إبراهيم باشغيوان
الخميس 8 مايو 2025
وأنا أمارس طقوس المراره الصباحية وسط فنجان قهوه بكل سعادة وأمل ، أدركت أن الهواء وحده لا يزال طليقا ، له نفس الملامح ، ليس عليه ضريبة جمركية ولم يحصل على تأشيرة للدخول بعد ، فربما لأن حارس الحدود لا يزال غافلا .. أو لأن الهواء لا يزال متسلل بارع .. يحمل دعوات و معانات الطيبين الى الجهة الاخرى من الضواحي المجاوره …
حيث هناك .. يوجد أب يجاري أزمات الحياة بكل رضى و بلسان الحمد لله ، و أم مربيه بارعه تعقد هدنة باردة مع حبات الأرز بكل هدوء ووقار رغم الخيارات و البدائل المحدودة … ، وصبي لم تنضج لغته بعد ليشرح لأخيه الر ضيع ويميز الفرق بين هذا الحليب وذاك .. وطالب أنهى دراسته الجامعيه بتفوق ولكنه ترك مركبه بلا شراع حتى إشعار آخر ، و إلتحق بالسلك العسكري لعدم وضوح الرؤيه..!!
هكذا تبعد المسافة ويفتقد اللون الابيض أحيانا ، بين ضروريات الحياه وآمال وطموح الطيبين .
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
صباح الخير هنا حضرموت ..!!
مدينة بسيطة في أحلامها تتناول فطورها الخالي من الدسم حفاظا على مستوى الكوليسترول ، لأنه لم تشفع لها خيراتها و تاريخها الجميل لحظة..!!. هي مدينة السلام ولم تنم ليلة ، لا لأن أضواء الشوارع طَيَّرَت النوم من عينيها ، ولا لأن الأمان أقنعها أن تجرب السهر تحت ضوء القمر ، بل لأنها كانت تحرس أهلها وضيوفها في آن واحد .
التاريخ حكواتي يروي لنا القصص و يسردها على كل الأجيال ليضع بين أيدينا الكثير من العبر والمواقف .. فقد سلم يوسف من الذئب ولم يسلم من اخوته ، حينما كان كل ذنبه أنه كان جميلا … جميلا فقط .!!
ذنب حضرموت أنها جميلة و مسالمة فقط ..! وعليها أن تدفع ثمن ذلك ، ثمن انها جميله وجمله إعتراضيه تخالف مفهوم النص المكتوبه فيه .. نهاية اسمها فيه من ملامح الموت وهي اصل الحياه لكل من حولها و قلبهم النابض ، عجبا يستفيد منها قاصديها كثيرا ، وكأنه كتب عليها أن تستمر في الزهد حتى النخاع و يكفيها أن تربط حجرا على بطنها ..!!
فهل يستطيع أهلها في ظل ما ذكر أن يستعيدوا رشدهم و يسمحوا لتأشيرة الشذى أن تخلق واقعا جديدا … ولو بعود ثقاب كي تشعل حزمة من البخور و الاماني الكثيره و المستحقة من خبايا تاريخهم و خيراتهم مثل ما تعود بدايات كل صباح مشرقة طموحة فبل أن تفسد بعض الروائح مزاج الورد ، و حتى نذهب بعيدا عن لعبة الذاكره والنسيان .





