لماذا تستخدم إيران اليمن لضرب إسرائيل بدلاً عن طهران
كتب / خالد الصيعري
الخميس 8 مايو 2025
في السنوات الأخيرة، برزت اليمن كساحة رئيسية للمواجهات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل، حيث تقوم جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا بتنفيذ هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة تجاه الأراضي الإسرائيلية، بينما تتحاشى طهران المواجهة المباشرة. هذا الاستراتيجية تطرح تساؤلات حول الأسباب التي تدفع إيران لاستخدام اليمن كمنصة لضرب إسرائيل بدلاً من تنفيذ الهجمات مباشرةً من أراضيها.
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
وكيف تستفيد طهران من هذا النهج لتحقيق أهدافها الإقليمية دون تحمل تبعات المواجهة المباشرة.
إيران والصراع مع إسرائيل: استراتيجية الوكالات
إيران تعتمد منذ عقود على ما يُعرف بـ “استراتيجية المحور المقاوم”، التي تعني الاعتماد على وكلاء وحلفاء في المنطقة لتنفيذ أجندتها بدلاً من المواجهة المباشرة. هذا النهج يتجلى في دعمها لحزب الله وكذلك الحوثيين في اليمن
ولتقليل التكاليف السياسية والعسكرية أي هجوم مباشر من إيران ضد إسرائيل سيعرضها لردود فعل دولية وعقوبات شديدة.
فتلجى إلى خطة إطالة أمد الصراع عبر تشتيت جهود إسرائيل بين جبهات متعددة (لبنان، اليمن).
و تسمح هذه الاستراتيجية لإيران بنفي تورطها المباشر، مما يمنحها مجالًا للمناورة الدبلوماسية.
وبسبب ان اليمن يتمتع بموقع جيوسياسي حيوي، حيث يطل على باب المندب والبحر الأحمر، مما يجعله بوابةً مثاليةً لتهديد الملاحة البحرية وإطلاق الهجمات تجاه إسرائيل.
ولكن ماهي مزايا استخدام اليمن كجبهة
البعد الجغرافي المسافة بين اليمن وإسرائيل تسمح للحوثيين بتنفيذ هجمات دون أن تكون إيران طرفًا مباشرًا.
الفوضى السياسية انعدام حكومة مركزية قوية في اليمن يجعل من السهل على الحوثيين العمل بحرية.
القدرة على التهديد البحري الهجمات على السفن في البحر الأحمر تضغط على إسرائيل وحلفائها اقتصادياً.
التكلفة العسكرية المنخفضة لإيران
إيران توفر للحوثيين تكنولوجيا عسكرية متوسطة المدى (مثل الصواريخ الباليستية والمسيّرة) بتكلفة أقل مقارنةً بتطوير أنظمة هجومية إيرانية مباشرة.
أمثلة على ذلك
– صواريخ “بركان” و”صاروخ” التي يستخدمها الحوثيون.
– الطائرات المسيرة “شاهد” التي تشبه النماذج الإيرانية.
– إمكانية إطلاق هجمات دون الكشف عن مصدرها المباشر.
ولكن لماذا ايران تتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل
إيران تدرك أن أي هجوم مباشر منها على إسرائيل سيُعرضها لضربات أمريكية أو إسرائيلية مدمرة، كما حدث بعد اغتيال قاسم سليماني عام 2020.
لماذا اليمن أفضل من طهران؟
الإنكار القابل للتصديق يمكن لإيران أن تنفي علاقتها بالهجمات الحوثية.
عدم وجود رادع إسرائيلي مباشر إسرائيل تواجه صعوبة في الرد على الحوثيين بنفس قوة ردها على إيران.
استنزاف إسرائيل دون مخاطرة إيرانية كل هجوم حوثي يجبر إسرائيل على إنفاق موارد على الدفاع.
ومن خلال الحوثيين توسع إيران نفوذها في المنطقة العربية وتظهر كقوة إقليمية قادرة على إزعاج خصومها دون حروب مكلفة.
إذا كيف تستفيد إيران؟
إضعاف التحالفات المعادية مثل التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
إظهار القوة للناخب الداخلي عبر تصوير نفسها كزعيمة “محور المقاومة”.
التأثير على أسواق النف عبر تهديد الملاحة في البحر الأحمر، مما يرفع أسعار النفط عالميًا.
ماهي التحديات والمخاطر على إيران
رغم المكاسب، فإن هذه الاستراتيجية ليست خالية من المخاطر:
تصعيد الرد الإسرائيلي قد تضطر إسرائيل لضرب أهداف إيرانية مباشرةً.
تآكل الدعم الدولي زيادة الضغوط الأمريكية والأوروبية على طهران.
خسارة الحوثيين في حال هزيمتهم عسكريًا أو سياسيًا.
وفي الختام
استخدام إيران لليمن كمنصة لضرب إسرائيل يُعد جزءًا من استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى تحقيق نفوذ إقليمي بتكلفة منخفضة، مع تجنب العواقب الكارثية للمواجهة المباشرة. ومع تصاعد الهجمات الحوثية، يبقى السؤال: هل ستستمر هذه الاستراتيجية بنجاح، أم أن التصعيد الإقليمي سيدفع إيران نحو مواجهة مكلفة لا تريدها؟
في النهاية، اليمن ليس سوى قطعة في لعبة شطرنج إقليمية أكبر، حيث تحاول إيران تحقيق انتصارات دون أن تدفع الثمن كاملاً.
الخميس 8 مايو 2025





