اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

“وطنٌ يُنحر بين شرعيةٍ غائبة ومعاناةٍ حاضرة”

“وطنٌ يُنحر بين شرعيةٍ غائبة ومعاناةٍ حاضرة”

مقال لـ / الشيخ حسين غالب العامري
الثلاثاء 6 مايو 2025

حمداً لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على الرحمة المُهداة، ومن اقتدى بهداه.
أحبّتي، تؤلمني الكلمات وتداعبني الآهات والعبرات على وطني الذي مزقته الأهواء والتحزبات والسياسات، وزادت فقره، وأمراضه، ونهب ثرواته. آهٍ وألف آه، أيُّ وضع نعيشه؟! أنتم تتغنون بشرعيتكم، وأي شرعيةٍ هذه؟!
بكل أسف، عندما نقول “شرعية” فإنما نعني الشرعية الدستورية والقانونية، لكن أصبحت الحزبية والمناطقية والقبلية تدمر كل جميلٍ في بلاد الإيمان والحكمة. نعم، لقد افتقدنا الكثير والكثير، وكم ناشدنا وتكلمنا. أيُّ دستور أو قانون تسيرون عليه؟!
رواتب مجلس الرئاسة والحكومة ومجلسي النواب والاستشاري تُصرف بانتظام، وتصالحات وتكتلات وبعثات دبلوماسية، وجيوشٌ بأكملها تتقاضى رواتبها بالعملة الأجنبية! أي بندٍ في الدستور أو القانون يجيز ذلك، بينما الموظف البسيط لا يتحصل إلا على الفتات، وبالعملة المحلية؟!
وماذا قدمتم لهذا الشعب، وأنتم تتنعمون في الخارج؟! وما يثير الضحك المبكي: تأدية الحكومة لليمين الدستورية خارج الوطن! أستحلفكم بالله، أي يمينٍ هذا تحلفون عليه؟! أهو يمينٌ بتعذيب الشعب، بتدهور العملة، وتردي الخدمات، وغلاء المعيشة، وانتشار الأمراض، وتفشي البطالة، والفقر؟! انتشرت الجريمة والسرقات، وتفككت القيم والأخلاق.
بالأمس، استوقفتني مناشدة عمّا يحصل لإخواننا في أرض الكنانة، من تنكيل وابتزاز وسلب لما تبقى من أمن، بحججٍ وتُهمٍ لا أدري بصحتها. وكانت أرض الكنانة – مصر العروبة – حاضنةً لجميع شرائح المجتمعات والشعوب. نقولها لقيادتها السياسية: ارفقوا بعزيزٍ ذلّ. كيف لشعبٍ أن يُذلّ في أرضه، دون مقومات حياة كريمة؟!
ومن المؤلم، أن يصل الحال بالمواطن إلى التسوّل لأجل العلاج، في الداخل والخارج، وتزيد معاناته في السفارة اليمنية التي تفرض رسومًا على أي ختم، مما يزيد وجعه. أما كفاكم مرتباتكم بالعملة الأجنبية، أنتم وجيشكم الجرّار؟!
نوجه مناشدة لمجلس الرئاسي والحكومه نظرا لمايعانيه المواطن بتوجيهاتكم لشركه الطيران اليمنى عدم الازدواجيه بتسعيره تذاكر طيران اسوتا بصنعاء إلى الأردن وغيرها
بكل آسف كل تلك الكم فاقد الصلاحيات ولم تفى بأبسط الاحتياجات أن الظلم ظلمات
وما نتابعه بمواقع التواصل من تهانٍ لأخينا سالم صالح بتكليفه رئيسًا للحكومة، والله إنني أُشفق عليه لحمل هذه الأمانة في ظل الصراعات والمماحكات والمصالح الحزبية التي دمرت البلاد وشتّتت العباد. نسأل الله له التوفيق والسداد في مهامه.
بدأ الصيف، وها نحن أمام ملف الكهرباء والخدمات الشائك. أي جرمٍ هذا من تنكيلٍ وتعذيب؟! أين من يديرون شؤوننا؟! هل فقدت الإنسانية؟! أذبحتها المصالح والسياسات؟! لله المشتكى.
تساؤلات عدّة: لماذا عند بدء الامتحانات، تأتي أزمة الكهرباء؟! انطفاءٌ بالساعات، وتدميرٌ للتعليم، وإذلالٌ للمعلم. هكذا تُدمر المجتمعات والأوطان.
نسأل الله أن يُصلح أحوالنا، ويفرج همومنا، ويحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من الفتن والمحن.

إغلاق