حضرموت ، الاسم والإنسان
كتب / ا.د .خالد سالم باوزير
السبت 3 مايو 2025
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
اسم حضرموت لا يملكه إلا أهله حافظوا عليه لقرون مضت ، ولا يستطيع أحد أن يدغدغ عواطفنا بإضفاء اسم حضرموت على أي كيان لأهداف سياسية يريد بها مكاسب خاصة به ..
حضرموت عرفت ماقبل التاريخ وبعده أرض وجغرافيا وشعب وحدود ثابتة أما غير ذلك فمحض هراء ، فالاسم ليس للبيع ومن لايمتلك صفات الحضرمي وأخلاقه سلوك وتاريخه لايمكن ان يكون حضرميا..
هاجر الحضارم أفرادا وجماعات إلى مختلف أقطار العالم ، ونشروا الإسلام بسبب تعاملهم الراقي مع شعوب المهاجر التي توجهوا إليها في آسيا وإفريقيا ، تمثلوا شرائع الإسلام والسنن المحمدية مع إخلاصهم وأمانتهم ومعاملتهم الحسنة فاندمجوا حضاريا معهم وصاهروهم ،
واخلصوا لكل بلد وطأته أقدامهم ..
أراضي المهاجر الحضرمية كان الوصول إليها باستخدام النقل البحري المتوفر حينها وكان شديد المخاطر لكن الأمل والتمسك بدين الله والتوكل عليه جعلهم يتحملون أقسى الظروف بما فيها أهوال البحر و أمواجه العاتية ، فما نسمعه من الاباء والأجداد من الحديث المتناول المروي قصصا تشبه الخيال ، فقد الكثير من الشباب الحضارم وهم في طريقهم الى المهاجر غرقا لتوفير لقمة العيش لأسرهم في حضرموت..
الظروف البيئية ح الحضرمية كانت طاردة حيث لا تتوفر الأنهار ولا أمطار في الوديان إلا في مواسم ناذرة ، تلك الظروف جعلت الحضارم يتجهون رغما عنهم الى الهجرة ..
الشي المميز في حضارم المهجر أنهم حملوا رسالة الإسلام السمح المعتدل معهم ونقلوه من المراكز الدينية بأهم المدن الحضرمية في الوادي سواء تريم او مدن وسط حضرموت ومناطق الوديان كدوعن ومن الأربطة المختلفة في الساحل مدينة الشحر والغيل والمكلا وغيرها من المدن الحضرمية الساحلية ..
وان المهاجرين الحضارم اقتحموا كافة الأعمال في المهاجر ، البعض منهم كان يحمل خبرة عاشها في مدينته أو قريته ، عملوا بصمت في اصعب الاعمال الشاقة مثل البناء و الحمالة والنقل ، لانه غادر بلادة حضرموت وترك من خلفة اسر تنتظر منه التواصل معها وتوفير لقمة العيش لمن تركه خلفه مضطرا..
الحضارم حيثما حلوا نجحوا في حياتهم وفي اعمالهم وخاصة الأعمال التجارية ، وبرزت شخصيات حضرمية كان لها دور السبق في تجارة المال والأعمال ، وأصبحوا من كبار رجال الأعمال في تلك البلدان ، ولكنهم ضلوا متمسكين بسلوك اهلهم ودينهم وتواضعهم ، ولهذا كل شعوب البلدان التي وصلوا الحضارم أحبوا اسم حضرموت وكل حضرمي وصل اليهم وحل في بلادهم ، وأصبح جزءا منهم ومن تاريخهم .





