كيف يُخدع الشعب عن حقوقه باسم الوطنية؟”
كتب / عبدالله علي باظفر
الاربعاء 30 ابريل 2025
ضاق حال الناس في المحافظات المحررة، وأصبح الشعب في حالة لا يعلم بها إلا الله، من فقرٍ مدقع، ورواتب لا تكفي الحاجة، وشبه انعدام للخدمات، وتدهور في قيمة العملة. أما الحكومة ومسؤولوها، وكل الأحزاب المشاركة في هذه الحكومة المشؤومة، فيتبرؤون من أي مسؤولية أو دور لهم في هذا الوضع الذي نعيشه!
💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟
تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.
وفي المقابل، نرى بطونهم تكبر يومًا بعد يوم، وسياراتهم من أفخم السيارات، ويقضون إجازاتهم في أفضل الدول السياحية، ويستثمرون بالملايين في دول أخرى!
وعندما يخرج الشعب في مظاهرات للمطالبة بأبسط حقوقه، مثل الكهرباء والرواتب، يغضب المسؤولون ويشعرون بالإهانة من هذا الشعب الذي يطالب بحقوقه، فيكيلون له التهم بالخيانة والعمالة، ويقولون إننا في حالة حرب!
على سبيل المثال، عندما قام الحضارم بالمطالبة بحقوقهم كالكهرباء والمستشفيات، وأن تحصل المحافظة على حقوقها أولاً قبل توريد الإيرادات إلى الحكومة، وُجهت لهم اتهامات بالعمالة، وقيل إنهم يريدون عودة حضرموت إلى “باب اليمن”. وحين لم تنجح تلك الاتهامات، لجأوا إلى التحذير من تفكيك قوات النخبة!
فكر بعقلك، أخي المواطن: هؤلاء الناس يطالبون بحقوق بسيطة من أجل عيش كريم، فما علاقة “باب اليمن” أو العمالة أو النخبة بموضوع الكهرباء والخدمات؟ لا يوجد أي رابط!
ونفس الأمر يحدث في عدن، حيث خرج المواطنون يطالبون بحقوقهم الأساسية، مثل الكهرباء، فتخرج الأقلام المأجورة التي يدفع لها أصحاب المصالح لتقول إن هذه المظاهرات تهدد الأمن القومي الجنوبي، وتعطل مسار الانفصال، وأن العدو يتربص بنا! وهكذا تبدأ حملة التخوين ضد هذا الشعب المغلوب.
مرة أخرى، لا علاقة بين المطالبة بالحقوق والانفصال!
الحقيقة أن أصحاب المصالح والمتنفذين يدفعون للأقلام المأجورة لبث السموم واتهام الناس بالخيانة لتخويفهم وإشغالهم عن المطالبة بحقوقهم.
أخي المواطن، لو كان هؤلاء حريصين على الوطن، ويخافون على أمنه القومي، لحققوا أبسط حقوق هذا الشعب، ولاكتسبوا ولاءه، ولكان الناس مستعدون للدفاع عن الوطن بصدورهم العارية في وجه أي تهديد.
لكنهم يعلمون أنهم السبب في هذا الوضع. ولو تمت الاستجابة لمطالب الشعب، لن تدخل الأموال إلى حساباتهم كما كانت، وسيفقدون مناصبهم وسلطتهم.
يا إخوتي، لا تشتتوا عن هدفكم الحقيقي، فمطالبكم مشروعة مئة بالمئة، ولا تهددون الأمن القومي، ولا تعرقلون الانفصال، ولا تعيدوننا إلى “باب اليمن”. أنتم فقط تفضحون اللصوص، وتمنعون نهب المال العام الذي هو حقكم.
وأخيرًا، يستخدمون معكم نظرية “التخويف والإيهام بالخطر” للسيطرة على الشعب، وتحقيق رغباتهم وزيادة أرصدتهم.
اذكر عندما كنا صغارًا، كان الكبار يخيفوننا بـ”حمرا الأذان” إذا لم نسمع الكلام. كنا نظن أن شيئًا مرعبًا سيصيبنا، حتى اكتشفنا لاحقًا أنها مجرد أرنب! هذه الطريقة ذاتها تُستخدم اليوم على الشعب، ولكن بوسائل مختلفة.
عندما تكبرون وتنضجون، وتتركون الولاء المطلق للأشخاص، وتستخدمون عقولكم، ستدركون أنه تم استغفالكم، وسُرقت حقوقكم بنظرية “حمرا الأذان” .
فاصحوا… قبل أن تندموا.





