قدرات خارقة..!
كتب / الأسعد بن حسن بادويلان.
الاربعاء 30 ابريل 2025
حتماً أن تعرف سوبرمان الذي يطير، وسونيك السريع جداً، والأفاتار الذي يحرك الأشياء من بعيد، هذا ما نسميه خوارق العادات، ولا تستغرب قولي إذا أخبرتك أن البشر العاديين يستطيعون فعل ذلك وهذا هو موضوع مقالي.
قد تخرق العادة بولاية يهبها الله لبعض عباده، ومنها ما تراه أو تسمعه من كرامات الصالحين وأفعالهم العجيبة،
ولا تشك أن أكبر الأولياء دون أصغر الصحابة في الرتبة.
وقد تخرق العادة بسحر وشعوذة وإستحضار للجن بفتح البوابات بطلاسم وتعاويذ وقد يُستخدم فيها شيء من القرآن بغير الطريقة التي تعلمها.
مع إختلاف العلماء في حكم إستعمال الجن فكما تعرف منهم الكافر والمسلم.
فهذه الخوارق إما بقدرة الله مباشرة أو تكون بمساعدة مخلوقات تمتلك القدرات كالجن والملائكة.
فكيف تميز بين الساحر والولي،وكيف تصبح أحدهما؟
سأبدأ بالشطر الثاني من السؤال، فلكي تكون ولياً لله عليك بطاعته تعالى والإقبال عليه بكلك، ودعك من الشروط التي تتبناها بعض الفرق كالخلوة عارياً وترك الصلاة فهذا للسحر أقرب منه للولاية، فقد قيل: لو رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوه على شرع الله.
وظهور الخوارق ليس شرطاً للولاية فقد يمشي عارف بالله على الماء ويموت من هو أعرف منه عطشاً..!
أما لو أردت أن تكون ساحراً والعياذ بالله، فهو من الموبقات وعليك أن تتخلى عن دينك وهو أغلى ما تملك،ودائماً لا يفلح الساحر حيث أتى.
أما لو أردت إستحضار الجن للخير فأنت تقع في المختلف عليه،وهناك شروط عليك الإلتزام بها ولا أظنك ستستطيع، ثم ماذا يضمن لك أن الجني أو الملك الذي تستجلبه (كما قيل) سيطيعك ولن يضرك أو يسبب لك الأذى..؟
أما شطر السؤال الأول، فحتماً هناك علوم كثيرة لا تعرف عنها شيئاً، وهي التي تفرق بين الساحر والولي، سأعطيك بعض الأمثلة…
لابد أنك قرأت عن السامري ذاك الذي ملك علماً وقد كان يرى الملائكة وقد قيل أنه المسيح الدجال،لكنه علم شيطاني إستخدم لمعصية الله بخرق بعض العادات،
وهناك الخضر الذي أؤتي علماً عظيماً ولم يكن نبياً كما تقول بعض المصادر.
وآصف بن برخيا وزير سليمان الذي أتى له بعرش بلقيس لأنها دعا الله بإسمه الأعظم، قبل أن تتساءل كيف بعض المتأخرين يملكون العلوم ولم تصلنا بها الآثار؟
أقول لك أن هذه العلوم يتوارثها الأشخاص جيلاً بعد جيل كإسم الله الأعظم، وبعض الأدعية التي وردت عن الأنبياء وفي الإسرائليات وضاعت الكثير منها وحرِّفت،وحفظت منها القليل، لا تتعجب ألم تسمع الدعاء المشهور” اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك………… أو علمته أحداً من خلقك” فالله لا تحصى أسماءه وقد يلهمها للبعض برؤيا صالحة أو غيرها فتكون فيها لب الأسرار،
إذا كيف تميِّز..؟
عليك بوضع الشخص في ميزان الكتاب والسنة في جميع شئونه وتعاملاته،ولا تغتر بظاهر صلاته وصلاحه فقط فقد يكون ساحراً وتراه دائماً في الصف الأول في المسجد فتنخدع.
وستعرف الأدعية التي فيها بعض الكلمات التي لا تفهمها أو يشترط فيها البخور أو الأعداد المميزة في أيام معينة في أوقات محدودة بصفة عينية، ومن يوصيك بذلك فأسئ به الظن….كثيراً.
وفي الرقية ستجد الساحر يسألك عن بعض أهلك ويطلب منك إحضار أشياء من جسدك أو بيتك وقد يتمتم بكلام مبهم، أما الولي أو الراقي الشرعي فيرقيك بقرآن كريم بيَّن وأحاديث وآثار واضحة، ولأصدقك قد يصعب التفريق كثيراً بين الولي والساحر وهناك خطوط رقيقة بينهما قد لا تنتبه لها، وقد تظن أن فلاناً ولياً ثم تكتشف مؤخراً أنه ليس سواء ساحر أجاد التمثيل والخداع.
ختاماً ادع الله أن يريك الفرق بين الحق وأهله والباطل وأهله فالجميع كلهم في قبضته، ولا تجهد نفسك لكي تخرق العادة، نحن نريدك معتاداً كما ألفناك.





