في الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت .. الدكتور عادل باحميد يكتب…
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : د. عادل محمد باحميد – سفير الجمهورية اليمنية لدى ماليزيا
24 ابريل 2025
ونحن على مقربةٍ من ذكرى واحدة من المحطات العظيمة والتاريخية الفارقة المتمثلة في انتصار حضرموت والوطن عمومًا على مشاريع الظلام والإرهاب .. التي تسلطت حينًا على عروس البحر العربي مكلانا الحبيبة .. الانتصار الذي صنعه وساهم في صنعه الكثير .. منهم من يعلمهم الناس ومنهم من لا يعلم بهم أحد .. لكنهم عند الله تعالى معلومين معروفين .. ولم يكن هذا الانتصار على الإطلاق جهدًا فرديّا سواء لشخصٍ أو مكوّن أو تنظيم أو جماعة أو قبيلة .. بل هو تراكم جهود الجميع هنا وهناك .. بعضها ما كان بتنسيق ومنها ما كان دون تنسيق .. لكن كانت المحصلة الأخيرة عنوانها العريض: (حضرموت تنتصر على الإرهاب) ..
وحينما رأيت من خلال متابعاتي المتواضعة أن المتفاخرين اليوم بالانجاز كُثُر .. منهم من له بالفعل إسهام حقيقي فيما تم قلَّ أو كثر .. والبعض للأسف يحاول ركوب الموجة بل والتفاخر بما لم يفعل .. والبعض الآخر للأسف يعمل على تزوير الحقائق وغمط جهود الآخرين .. وكما تقول العبارة الشهيرة (الهزيمةُ لا أبَ لها .. والنصرُ لهُ آباءٌ كُثُر) ..
وجدته من باب الأمانة والإنصاف أن أذكر – في منشوري هذا – واحدًا فقط من أولئك الذي ساهموا في هذا الإنجاز وتأسيس الألوية الحضرمية بالمنطقة العسكرية الثانية .. خاصةً أنّه قد رحل عنّأ .. ولا نملك له غير الدعاء بالرحمة والمغفرة .. وأن يجزيه الله عنّا وعن حضرموت والوطن عمومًا خير الجزاء .. ولا يعني ذلك غمط الأدوار الكبيرة للآخرين .. لكن وجدتني ملزمًا بهذه الشهادة لأنه لم يطّلع عليها غير نفرٍ قليل جدًا جدًا ..
إنه اللواء الركن عبدالقادر عبدالله العمودي مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية الأسبق .. إنه (أبا نعيم) رحمه الله رحمة الصالحين الأبرار .. ودون إسهابٍ كبير .. فبعد لقائنا والقائد الفذ اللواء الركن عبدالرحيم عتيق قائد المنطقة العسكرية الثانية حينها يوم 31 أكتوبر 2015م بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإقناعه بإعادة بناء وتشكيل ألوية المنطقة العسكرية الثانية بساحل حضرموت تمهيدًا واستعدادًا لتحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة الارهابي .. وأن يصدر قرارات رئاسية بذلك .. كان الوقت يداهمنا من شدة القلق والخوف كون عرقلة هذه القرارات من بعض الأطراف كان واردًا جدًا .. فطلب منّا فخامة الرئيس أن نجهز الصياغات للقرارات حتى يتمكّن من توقيعها في نفس اليوم ودون تأخير .. وهنا كانت المهمة في إيجاد شخصٍ خبير وموثوق بصياغة مثل تلك القرارات خاصة أنها في الجانب العسكري ولها صياغاتها ومصطلحاتها الخاصة .. فتم الاتصال بالمرحوم اللواء عبدالقادر العمودي الذي لم يتردد على الاطلاق في القدوم إلى مكتبنا الصغير الذي كان مقر تسيير أمور المحافظة من العاصمة السعودية الرياض .. وقام بصياغة القرارات بخط يده وكله شعور بالفرحة والفخر بهذا الإنجاز .. وبالفعل تمت الصياغة وحُملت إلى مكتب الرئاسة لنضعها بعد مغرب ذلك اليوم خمسة قراراتٍ لخمسة الوية عسكرية على طاولة الرئيس الذي وقعها مؤذِنًا بولادة فجرٍ جديد لقواتٍ شرعيّة رسمية من أبناء حضرموت .. يحمون بها أرضهم ويصونون كرامتها ومقدراتها ..
رحمك الله أبا نعيم رحمة الأبرار .. وجعلك مثواك في عليّين .. وكتب أجرك وأجر ما قدمت لأهلك وشعبك ووطنك .. اللهم آمين .. آمين .. آمين
الصورة المرفقة: لواحدةٍ فقط من صفحات مسوّدة تلك القرارات بخط الفقيد رحمه الله.







