سرقة أرزاق الضعفاء وأصحاب البسطات في شهر رمضان.. جريمة تهتز لها السماء!
بقلم/ أ. علي عباس بن طالب
الثلاثاء 2025/3/11م.
▪️في شهر رمضان المبارك، حيث تفتح أبواب الرحمة وتكثر الخيرات،ويتسابق الناس إلى الخير، وهناك من يسابقون الشر ، فيرتكبون جرائم ، ومن أبشعها سرقة أصحاب البسطات الذين يكسبون قوت يومهم بعرق جبينهم، وهذه ظاهرة مشينة تفشت في بعض الأسواق، وخاصة في سوق الحوطة ، حيث يعمد بعض الشباب المستهترين إلى سرقة أصحاب البسطات، مستغلين زحام الأسواق، متخذين أساليب ماكرة وخبيثة في السلب والنهب، ثم يتفاخرون بذلك أمام أصدقائهم ويتباهون بطرقهم الماكرة في السرقة، وكأنها بطولة وشجاعة وحققوا إنجازًا مشرفًا!
*أيها السارق، اعلم أن يدك سرقت لكن عين الله لم تغفل عنك!*
إن هؤلاء الشباب لا يدركون خطورة ما يفعلون، فليست الجريمة فقط أنهم سرقوا، بل الطامة الكبرى أنهم يسرقون من أضعف الناس، من الذين خرجوا إلى الأسواق تحت حرارة الشمس، يبحثون عن لقمة حلال لأطفالهم. هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون إلا بضاعتهم البسيطة، يجدون أنفسهم فجأة ضحايا للسرقة والنهب فكيف بمن يسرق قوت الفقراء والمساكين؟ كيف بمن يسرق في رمضان، شهر الطاعة والتقوى؟
*عاقبة السرقة في الدنيا والآخرة* إن السارق قد يظن أنه قد نجح في مخططه، لكنه في الحقيقة قد كتب على نفسه الشقاء والخسران في الدنيا والآخرة:
1. في الدنيا:
– سيطاردك الخوف والقلق، وستعيش في رعب من انكشاف أمرك.
– ربما يُقبض عليك وتلقى العقوبة التي تستحقها، فكم من لص اعتقد أنه ذكي لكنه وقع في شر أعماله.
– ستعيش ذليلًا، محتقرًا، فلا أحد يثق بك ولا أحد يحترمك.
2. في الآخرة:
– قال النبي ﷺ: “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِن سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى به” (رواه أحمد).
– المال الحرام سبب في ضياع البركة وهلاك النفس، فقد قال رسول الله ﷺ: “إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ” (رواه ابن ماجه).
*رسالة إلى كل سارق* ، يا من تسرق، هل فكرت كيف سيكون حالك إن كنت أنت مكان هؤلاء الفقراء؟ كيف سيكون شعورك لو أنك استيقظت فجأة ووجدت أنك فقدت كل ما تملك؟ كيف سيكون موقفك يوم القيامة عندما يقف هؤلاء الضعفاء خصومًا لك أمام الله؟ تب إلى الله قبل أن يأتيك الموت فجأة، فكم من شخص ظن أن أمامه العمر طويل لكنه مات بغتة، ووجد صحيفة أعماله سوداء بالذنوب والمعاصي!
*نداء إلى المجتمع والمسؤولين*
– يجب تكاتف الجميع لمكافحة هذه الظاهرة، فلا يجوز السكوت عن هؤلاء اللصوص الذين يسرقون قوت الفقراء.
– أصحاب الأسواق والتجار مطالبون بوضع كاميرات مراقبة والإبلاغ عن أي لص يثبت عليه الجرم.
– على الآباء تربية أبنائهم على مخافة الله والابتعاد عن أكل الحرام، فقد قال النبي ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” (متفق عليه).
اللهم من أراد بأرزاق الناس شرًا فاجعل شره في نحره، ومن تاب إليك فاغفر له واهده إلى صراطك المستقيم.






