اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

عندما تكون عاطفة الحب .. في مفرق طرق !!

عندما تكون عاطفة الحب .. في مفرق طرق !!

كتب / زكي بن علي صبيح
الخميس 12 سبتمبر 2024

لقد خزن الخالق الحكيم عز وجل كما هائلا من العواطف في تكوينة بني الإنسان ، ومن أعظم وأهم وأبرز تلك العواطف المتداخلة في كيانك عاطفة الحب ، فهي العاطفة الأم بين تلك العواطف بل هي الوقود المحرك للكيان البشري ..

العاطفة الأم التي تتولد منها التضحية والشفقة و الود و الصبر والعطف وما إلى ذلك ..

وكذب بكل المقاييس من يدعي أنه لا يحب ، فهي  سجية فينا معاشر الآدميين  ..

والحب عاطفة يقف خلفها عقل وإرادة وقناعة هي التي توجهها إلى إحدى المسلكين والطريقين والفريقين ..

نعم إن هذه العاطفة و المشيج القدسي ينبغي أن يوجه من داخل الذات البشرية إلى المسلك الذي أراد مكونه أن يسلك فيه فلا ينحرف ولاينجرف..

وقد جبل سبحانه وتعالى النفس على الحب إما لكمال أو جمال أو نوال ، وكل هذه إجتمعت في الذات الإلهية (الكمال المطلق والجمال المطلق والنوال المطلق) ..

أما الكمال المطلق فقد أشار إليه بقوله تعالى :*( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)*
وأما الجمال المطلق يبرز في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود *( إن الله جميل يحب الجمال )* رواه مسلم
وأما النوال المطلق فيبرز معناه في قوله تعالى : *( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )* وقوله تعالى : *( و مابكم من نعمة فمن الله )

وعلى ذلك فإن أولى من تصرف وتوجه إليه هذه العاطفة هو من أنشأها وكونها سبحانه وتعالى للأسباب المذكورة ولغيرها .. وهناك درجة أعلى في الحب من هذه وهي : حب الله لأنه فقط أهل للمحبة وطريقها  المعرفة فمن عرف الله احبه تعالى ومن عرف نبيه أحبه صلى الله عليه وسلم دون مقدمات ..

ثم إن الحق تعالى أفاض من تلك العطايا والهبات على من شاء من خلقه فكان رسوله الكريم محمد عليه الصلاة وأتم التسليم الفائز بالحظ الأوفر والنصيب الأكبر من ذلك الكمال والجمال والنوال النسبي  ..
أما كماله عليه الصلاة والسلام فيتجلى فيما رواه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري: *( كمل من الرجال كثير … )*
وهو أكمل الرجال صلوات الله وسلامه عليه

وأما جماله  صلى الله عليه وسلم فيدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه : *(ما بعث الله  نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم أحسنهم وجها و أحسنهم صوتا )* رواه الترمذي

وأما نواله عليه الصلاة والسلام فيكمن في قول صفوان بن أمية لما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنما ملأت واديا بين جبلين ، قال صفوان : *أرى محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر*

ويجمع ذلك كله ما رواه ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله : *( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي )* رواه الترمذي
فالحب في أسمى وأسنى معانيه يجب أن يتجلى هنا ..

لقد هدد الجبار تعالى في كتابه من يصرف محبته في غير هذا المصرف وينحو بها خلاف هذا المنحى وما اتصل به من حب مشروع فقال تعالى : *(قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)*

والآية تبين فقط تقديم الحب الفاضل على المفضول ، مع أن حب الفاضل مشروع ، ولكن لايجوز أن يقدمه على المفضول  ..

فكيف إذا كان الأمر أن تصرف هذه المحبه ليس للفاضل بل إلى الحب الممنوع كحب الدنيا القاطعة عن الله  وزخارفها وحب الفسقه والكفار والمغضوب عليهم والضالين من المعاندين والفجار ..

*هنا انتكاسة خطيرة وانحدار هاوي ومفرق طرق سحيق* ..

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم من حديث أبي وائل عن عبدالله عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلم قال : *(المرء مع من احب)* رواه الإمام احمد

فانظر وتأمل عزيزي إلى متعلقات هذا الحب التي بلغت إلى الخروج عن حدود الحياة المحدودة إلى نطاق الحياة اللا محدودة والمصيرية . فيحشر المرء مع من أحب من الأخيار وإن لم يعمل عملهم ، ويحشر مع من أحب من الكفار والفجار وان لم يعمل عملهم .. كما في حديث أبي موسى الأشعري قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم قال صلى الله عليه وسلم: *المرء مع من أحب*

*لذا الحب ركيزة أساسية محورية في حياة الفرد والمجتمع لها متعلقات خطيرة عاجلة وآجلة* ..
فلنجعل من دواخلنا رقيب على هذه العاطفة الجياشة حتى لا نزلق في مفرق الهلكة والندامة

*(والذين آمنوا أشد حبا لله)* صدق الله العظيم

ودمتم ..

إغلاق