اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

عبادات أصبحت عادات وعادات أصبحت عبادات

عبادات أصبحت عادات وعادات أصبحت عبادات

كتب / أ. فاطمة عبد مدفع
الجمعة 15 مارس 2024

هكذا وصل بنا الحال،  لهوٌ ولعبٌ وتفاخر وتكاثر في المال والأولاد، عاداتنا سادت لأننارفعنا شأنها فوق العبادة، وعباداتنا زالت، لأننا لم نتعهدها ونزكي أنفسنا من حب الدنيا الذي طغى على النفس التي بدورها استباحت ماهو حرام وحرمت ماهو حلال ليمشي على هواها..طرق الأبواب شهر الخير  والعبادات المتعاظمة،من صدقات وتراويح وألفة ومحبة وأخاء وتصافح تسامح وصفاءونقاء للقلوب في هذا الشهر الفضيل وتلك الليلة العظيمة التي هي خير من ألف شهر..ألا يستحق منا مجاهدة النفس لتنال الفوز الأعظم بجنان الخلد عند مليك مقتدر..ماالذي يعجزنا كي نصل إلى قمة الطهر ؟؟
هل سألتم أنفسكم كيف كان أجدادنا يستقبلون شهر رمضان؟؟؟ وكيف كانت تهطل دموعهم عند وداعه لشعورهم بالتقصير، وإحساسهم أنهم قد لا يعود عليهم مرة أخرى؟!؟!؟!  كم هو الشعور بالخوف والرجاء الممتزج بعبادة حَقّهْ لا يمسها الكذب والنفاق والضلال رغم التزامهم بالعبادات فيه من صلوات ودعاء وقيام وتراويح وتلاوات للقرآن يتسابقون لختمه في هذا الشهر المبارك أكثر من مرة..هم أناس يعرفون مامعنى أن يأتي عليهم شهر الصيام والرحمة والغفران والعتق من النيران فيقعدون له كل مقعد، لا تلهيهم الدنيا ولامفاتنهاولا يستبدلون العادات بالعبادات ويميزون العـادة عن العبادة بـعقد النية والعزم بالتقيّد بالشروط والالتزام بالتمسك بالعبادات من أبسطها إلى أعظمها..هؤلاء هم أجدادنا ماذا عن أجيال السنوات الأخيرة القريبة كيف استقبالهم للشهر الفضيل وكيف حوّلواالعبادات فيه إلى عادات،والعادات إلى عبادات وإن بقيت بعض العبادات فهي مليئة بالرياء والمظاهر الكذابة كالصدقة والتبرعات تحت مسمى مؤسسات الخيرية..إنما العبادات تهدف إلى التواصل مع الله والتوبة وتجديد الروح مع بقائها دينية أكثر من أن تكون دنيوية..
فمن العادات التي تم ربطهابرمضان لتحل محل العبادات المسابقات للمؤسسات والمصارف وتضييع الوقت مع التلفازفي مشاهدة مسلسلات كل هدفها انتزاع الإيمان من النفوس وتشويه صورة الإسلام بأحداث تاريخية ليست من واقع التاريخ الإسلامي أو بأحداث مغلوطة فيه.أما الدراما فحدّث ولاحرج يتفاعل المشاهد ويتعاطف مع البطلة والبطل اللذان خرجاعن الشرع والدين لنشر العلاقات الخاطئة،بل والخطيئة..*حقا لقد لبسنا قشر الحضارة والروح جاهلية* وماذا عن  انتشار القرقيعان كلباس خاص في شهر رمضان والمواعين التي تتسابق العائلات للحصول عليها ويصبح التفكير في الإعداد لسفرة رمضان هو الشغل الشاغل بالإضافة إلى العادات الدخيلة كالفوانيس وإدًعاء بعض المحلات والمراكز للمواد الغذائية التخفيضات لمواد غذائية هي شارفت على انتهاء مدة الصلاحية فنرى الناس يهرولون غير مبالين بنتائج هذه الهرولة التي تؤدي بحياة الكثير..تناسوا أن الخوف من الله هي عبادة في حد ذاتها، لكنهم تمادوا… فلا تستغربوا إن رأيتم جيل اليوم لا يعرف عن عبادة الصيام في شهر رمضان إلا هذه المهازل والتفاهات..
هذا ماترسخ في الأذهان، فكيف سنرى الجيل القادم إذا لم نضع حد لهذه المهازل، بالطبع سنراه قد ابتعد عن العبادة الصح سواء في شهر رمضان أو في سائر الأيام والشهور والسنين.ارجعوا إلى أنفسكم وتسآلوا من أين تبدأون للعودة إلى العبادات وترسيخها في أذهان أولادكم وبناتكم.. إن من أشد المعارك التي سنشاهدها هي المعارك داخل البيوت بين الأب وأبنائه لأن زرع بذرة التهيئة في القلوب *لتعظيم العبادات* تحتاج إلى موسم يستقبل هذه البذور وهذا الموسم يحتاج لهمة وقيام ودعاء وقلوب يملأها الشوق للعبادة وخير موسم هو شهر رمضان الشهر المبارك المليء بالفضائل والطاعات ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)..

إغلاق