اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

كانت لنا ثورة!

كانت لنا ثورة!

كتب / سالم علي بامخرمة
الخميس 7 ديسمبر 2023

بعد سنوات عجاف، وخطوات مدروسة تغيرت تركيبة المجتمع البسيط المتعايش، الذي طالما كان يحلم بوطنٍ آمن، وحياة كريمة، المجتمع الذي يبغض الفاسد ويزدريه، ويرفض الظلم ويواجهه، المجتمع الذي تعايش لقرونٍ مضت بمختلف ألوانه، وكان الإختلاف مصدر قوة وتميز فأصبح اليوم مصدر ضعف وتمزق.
هل نسينا كم من مدير ثبت فساده تم إخراجه من منصبه، وإحالته إلى الجهاز المركزي، كانت الإحتجاجات لا تتوقف في مناصرة المظلومين،بكل الصور والوسائل المتاحة والمشروعة، حتّى أصحاب المحال التجارية يغلقون مصدر دخلهم ويستجيبون لدعوات العصيان المدني في أكثر من حادثة وفعالية.
لكن ما جرى ويجري مخالف تماما للأعراف والقِيم ولا يجب السكوت عنه، وماهكذا يجازى الشعب المغلوب على أمره، تدهورت عملته المحلية وفقدت تسعة أعشار قيمتها فبدلا من الصرف مقابل 57ر.س وصل الصرف إلى ال400ر.س في حين لم تتغير مرتبات الموظفين.
أهذا الأمل المنشود؟؟!!
والشراكة العادلة؟؟!
والحليف الصادق؟؟!
لم يتوقف الأمر عند حد الصرف بل تعداه إلى تشكيل طبقة من الإعلاميين المُموَلين فسلطوا أقلامهم على رقاب الشعب والمظلومين، فكل صوت ثائرٍ هو إخواني مدعوم من أطراف إقليمية يهدف لزعزعة الأمن والإستقرار، وكل ثورة هي فتنة، وهكذا غدت الطريق آمنة وسالكة لتحقيق الهدف الخفي في تركيع الشعب بلا حسيب ولارقيب ولاصوت معارض، وصل الشعب لحد لايُطاق ووضع إنساني صعب ويصعب توصيفه.
وفي تلك الزحمة استطاع الفاسدون أن يجدوا طريقهم ويؤمّنوا دخلهم، حتّى أولئك الذين اعتقدوا أنّ مستقبلهم السياسي انتهى إلى غير رجعة وأنّ الثورة آتت أكلها ونضجت، عادوا من جديد على أعناقهم أكاليل وزهور، ويحملون أجمل الألقاب وأرفع الرُتَب، وبسياسة الأرض المحروقة تم تقاسم ما تبقى من أراضٍ بيضاء، ومحو المصالح العامة، وفي غضون سنوات قليلة تغيرت الكثير من المفاهيم والقِيَم في مُجْتمعنا، فأصبحت السَرِقَة مهارة، والإحتيال نجاح وشطارة.لم نعد كما كنّا .. حتى أحلامنا الصغيرة في العيش الكريم تصاغرت ووصلت حد تمني العودة إلى ما كنّا نثور عليه، لم يكن عفويا ماجرى ويجري، والمصيبة الكبرى والطآمة العظمى أن كثير منّا لازال يرتقب من القيادات التي كانت تعاني مما نعانيه وتشكو مما نشكو منه أن تتقدم الصفوف وتساهم في تغيير الواقع!!
ولم يستوعب أن حالهم تغيّر مع التغيير، وأنهم سكنوا القصور وركبوا أفخم المركبات.. يعيشون بين الحشم والخدم، يحول بيننا وبينهم عشرات الحواجز والحرّاس، لا تنطفئ بيوتهم ولا تتأخر مرتباتهم، ولا تنتهي أحلامهم وطموحاتهم، يعيشون دور السلطة بلا سلطة، يتنافسون على الكراسي والسفريّات وأجمل الصور والذكريات.
متى يصحو الشعب ويدرك أن ثورته انتهت وآن أوان الثورة على الثورة وتصحيح المسار.

إغلاق