اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

نصال العرب… أنا والغريب

نصال العرب… أنا والغريب

كتب / عبدالله حسن قاسم
الاحد 5 نوفمبر 2023

علمتنا الأيام والمواقف أنَّ كلمة العرب لن تجتمع يوما، وكذلك سيوفهم. فلو حدث واجتمعت كلمتهم، فهذا يعني أن الضحية عربي، وإذا اجتمعت سيوفهم، فهذا يعني توجيهها إلى بعضهم البعض. تخصص العرب فيما بينهم – الهدم لا البناء، التآمر لا التناصح، الاصطفاف مع العدو لا مناصرة بعضهم البعض، ولهذا لم يكن غريبا صمتهم المطبق وخذلانهم إخوانهم في فلسطين وأكثر من ذلك مداهنتهم للعدو واصطفافهم معه.
حتى الفلسطينيين أنفسهم لم يعوّلوا يوما على القادة العرب، فمواقفهم السابقة من القضية الفلسطينية حتى قبل أن يجتاح الربيع العربي المنطقة ليست فقط مخيبة للآمال، لكنها مخجِلة حد الانسحاق!
غزة تُباد، لم ولن تتحرك النخوة العربية التي لا وجود لها في الأصل على الأقل حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، وهذه أمريكا تصطف جهارا نهارا مع العدوان الصهيوني، جاء المدد الأمريكي للصهاينة عبر دولة عربية للأسف بسطت كرامتها فراشا تحت أقدام الصهاينة في الوقت الذي تمتنع فيه الدول العربية عن مدّ المدنيين في فلسطين بكسرة خبز يابسة أوجرعة ماء أو ما يجعلهم يصمدون أمام كل هذه المحن!!
مجازر ترتكب، حصار جائر، قتل وتنكيل، وموقف دولي متحيّز للعدوان، وموقف عربي مخزي، كل هذه أصبحت مشاهد يومية مألوفة لعدوٍّ حاقد بربري متوحش، وأخٍ أجير منبطح لكن ما يجعل القلب ينفطر أكثر، توجيه فئام من العرب أصابع اللوم إلى الفلسطينيين، وتحميلهم مسؤلية الدماء التي تُراق، فالعرب الذين استمرأوا الذل والخضوع أصبحت مظاهر الأنَفَة والرجولة تجرحهم في مشهد تشوّه شنيع، أقول تشوّه لأنّ الفطرة السليمة تلقائيا تناصر المظلوم وتقف مع الضعيف ضد أي ظالم متعجرف.. وكأن لسان حال المقاومة والمواطن الفلسطيني يردد وقد خاب أملهم في بني جلدتهم:-
أردتكم حصنا منيعًا لتمنعوا
سيوف العِدا عنّي فكنتم نصالها
فياليت إن لم تحفظوا لي مودتي
وقفتم فكنتم لا عليها ولا لها..

إغلاق